يرتقب أن تستفيد عشرات العائلات التي تعيش رعب انهيار سكناتها بالقصبة من الترحيل أخيرا بعدما تم الفصل في عدد العائلات المتضررة من خطر تهاوي جدران
بناياتها القديمة والتي ناهزت الـ 400 عائلة على أن أولى عمليات الترحيل ستمس نصف هذا العدد قبل أن تعمم على العائلات الأخرى التي لا تقل وضعيتها عن العائلات الأخرى كونها تعيش التهديد بشكل يومي، وهذا تمهيدا لإجراء جميع عمليات الترميم المبرمجة لإعادة الوجه الجمالي لقصبة الجزائر التي يعد نسيجها العمراني تراثا عالميا ومعلما سياحيا هاما كما يعول عليه للترويج لتاريخ الجزائر العريق.
ستتخلص أكثر من 200 عائلة على مستوى 57 دويرة بالقصبة السفلى والعليا قريبا من خطر الموت ردما بعدما تقرر التعجيل بترحيلها نحو شقق الكرامة سيما بعد تسجيل حالات لانهيار بعض البنايات خلال الأشهر الأخيرة والتأكد من استحالة مقاومة البنايات الحالية للظروف الطبيعية والتقدم الزمني، وأضحى لزاما إيجاد تسوية مستعجلة للقاطنين قبل وقوع الكارثة خاصة مع علو صوتهم المندد بتعريضهم للخطر في كل مرة واكتفاء السلطات بإجلاء العائلات التي هوت منازلها ووجدت نفسها في الشارع، موضحين أن أعمال الترميم التي بادروا إليها خلال السنوات الماضية لم تعد مجدية
وأن سقف البنايات المدعم بالخشب لم يعد يحميهم، دون الحديث عن ضيق هذه السكنات التي ازدادت ضيقا بتعدد أفراد العائلة الواحدة، مستغربين لأسباب إبقائهم على هذا الوضع رغم تقرير هيئة المراقبة التقنية السي. تي. سي الذي صنف مساكنهم في خانة الأحمر وأنها غير صالحة للاستعمال البشري منذ سنوات وحرص السلطات على إخلاء المكان من ساكنيه للتمكن من اجراء الترميمات اللازمة التي تحفظ للذاكرة موروثها التاريخي والثقافي وتنقذ قصبة الجزائر من الزوال والضياع.
تجدر الإشارة إلى أن 15 فرقة تقنية مكونة من مختصين تابعين لمركز المراقبة التقنية (سي.تي.سي.) وممثلين عن الدائرة الإدارية لباب الوادي ومصلحة العمران للبلدية وكذا مصالح الأمن، الحماية المدنية أجرت احصاء ميدانيا للبنايات المهددة بالانهيار بالقصبة التي طالبت بها مصالح ولاية الجزائر قبل أشهر قصد الكشف عن الوضعية الراهنة للقطاع المحفوظ وتحديد الأولويات.
إسراء. أ