إنجازات شحيحة وإخفاقات محبطة للآمال هو العنوان العريض لحصاد الرياضة الجزائرية خلال 2018، سواء على مستوى المنتخبات الوطنية أو على صعيد الأندية التي حتى بالنسبة لاختصاصات كانت في كل مرة تحفظ
ماء الوجه باستثناء ضمان التأهل لمنافسات كأس الأمم الإفريقية 2019.
ففي جوان الماضي، ومع توجه الأنظار لمتابعة مباريات مونديال روسيا، أعلن الاتحاد الجزائري لكرة القدم، الانفصال عن رابح ماجر، وإسناد المهمة لجمال بلماضي، الذي كان يدرب الدحيل القطري والذي تمكن من العبور بالخضر الى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019.
ويعد هذا التأهل من بين أهم الأحداث التي عرفتها الكرة الجزائرية في 2018، الأمر الذي هدأ من أعصاب الجماهير وجعلهم يستبشرون خيرًا بمستقبل محاربي الصحراء.
إقالة وجدل

وتصدرت إقالة المدرب رابح ماجر من على رأس الجهاز الفني للمنتخب االوطني، عناوين الصحف وظلت مادة دسمة لجميع وسائل الإعلام، حيث لم يسلم من انتقادات الجميع منذ تعيينه وحتى رحيله، لا سيما أن أداء ونتائج الخضر تراجعت معه بشكل رهيب، بالإضافة إلى تمرد اللاعبين.
كما صنع صاحب “الكعب الذهبي” الحدث بتصريحاته وهجومه على رجال الإعلام.
استقالة رابح سعدان

وبعد رحيل ماجر بأقل من 4 أشهر، قدم رابح سعدان الذي تطلق عليه وسائل إعلام محلية لقب “شيخ المدربين” في البلد استقالته من منصبه كمدير فني للاتحاد المحلي بصورة مفاجئة بعد خلاف على تأشيرة سفر لحضور ملتقى المدربين الذي أقيم في لندن تحت إشراف الاتحاد الدولي (الفيفا) في أكتوبر بعد عام واحد أمضاه مشرفا على كل الأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية الجزائرية.
وعلى صعيد الأندية، أخفق وفاق سطيف في تكرار إنجاز 2014، حين توج بلقب رابطة أبطال إفريقيا، بعد أن ودع البطولة من الدور قبل النهائي أمام الأهلي المصري، الذي خسر بدوره المباراة النهائية في مواجهة الترجي التونسي في نوفمبر الماضي.
وتعرض اتحاد العاصمة لضربة مزدوجة، بعد أن ودع منافسات كأس الكونفيدرالية من باب الدور ثمن النهائي أمام المصري البورسعيدي في سبتمبر الماضي، قبل أن يخرج لاحقًا من دور الـ 16 لكأس العرب للأندية الأبطال أمام المريخ السوداني.
لكن مولودية الجزائر نجحت في معادلة الكفة ببلوغ ربع النهائي في البطولة العربية ليضرب موعدا ثأريا في مواجهة المريخ مطلع العام المقبل. كما تأهل شباب قسنطينة وشبيبة الساورة لدور المجموعات للنسخة الحالية من دوري أبطال إفريقيا.
السنافر وبلعباس يخطفون الأضواء

على الصعيد المحلي، خطف شباب قسنطينة بقيادة المدرب عبد القادر عمراني، الأضواء بإحرازه لقب البطولة الاحترافية الأولى.
وبعد مرور 27 عامًا، كرر اتحاد بلعباس بقيادة المدرب شريف الوزاني، سيناريو نسخة 1991 من نهائي كأس الجزائر حين تغلب على شبيبة القبائل في المباراة النهائية ليتوج باللقب.
كما أحرز بلعباس أيضا لقب السوبر، بعد الفوز على شباب قسنطينة بطل الدوري في نوفمبر الماضي.
وفاة لحسن لالماس

فقدت الكرة الجزائرية، واحدًا من خيرة ما أنجبت، والأمر يتعلق باللاعب الأسطورة لشباب بلوزداد والمنتخب الجزائري لحسن لالماس، الذي توفي متأثرًا بالمرض، تاركًا وراءه إرثًا كرويًا كبيرًا وأرقامًا قياسية.
وفي إنجلترا، منح المهاجم الجزائري رياض محرز، جمهور كرة القدم في بلده شعورا بالسعادة بعد انتقاله لصفوف مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، قادمًا من ليستر سيتي.
كما توج فوزي غولام مدافع نابولي بجائزة أفضل لاعب جزائري وفقا لاستفتاء صحيفة “الهداف”.
وعلى صعيد آخر، انتخب رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى بيراف، رئيسًا للجان الأولمبية الإفريقية، وذلك خلال اجتماع عقد في العاصمة اليابانية طوكيو.
كما انتخب عبد الكريم مدوار رئيسا جديدا للرابطة الجزائرية لكرة القدم خلفًا لمحفوظ قرباج.
عقوبة شباب بلوزداد

تعرض شباب بلوزداد لعقوبات قاسية من طرف رابطة الدوري، بخسارته على البساط الأخضر وخصم 3 نقاط من رصيده، وهي المرة الأولى التي تسلط عليه مثل هذه العقوبة منذ نشأته عام 1962.
وما يزال شباب بلوزداد يسعى لاسترجاع النقاط من خلال اللجوء إلى المحكمة الرياضية والاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.
محاولات يائسة

خرجت الجزائر خالية الوفاض من بطولة العالم لرفع الأثقال التي أقيمت في عشق أباد في تركمانستان في نوفمبر.
وأنهت الجزائر دورة ألعاب البحر المتوسط في إسبانيا في جوان الماضي في المركز 15، لكن هذا الترتيب أدى لتراجعها 4 مراكز عن الدورة السابقة في تركيا 2013 وبنصف العدد الإجمالي من الميداليات.
وقد نجحت البلد في اقتناص 13 ميدالية متنوعة في دورة هذا العام من بينها ذهبيتان أحرزهما السباح أسامة سحنون في سباق 100 متر حرة وحسن دايخي في منافسات الكاراتيه لوزن فوق 84 كيلوغراما.
وأحرز العربي بورعدة ذهبية العشاري في بطولة إفريقيا لألعاب القوى التي أقيمت في مدينة أسابا في نيجيريا في أوت الماضي.
ومنح العداء عبد المليك لهولو الجزائر ذهبية ثانية في سباق 400 متر حواجز، بينما كانت البرونزية من نصيب محمد ياسر الطاهر تريكي في الوثب الثلاثي لتحتل الجزائر المركز السادس في الترتيب العام للبطولة.
ونالت هالة بوكساني لاعبة المنتخب الجزائري في الريشة الطائرة جائزة أفضل لاعبة عربية على صعيد الرياضة لعام 2018.
وتحتل بوكساني المركز 19 عالميا، وكانت اللاعبة الإفريقية الوحيدة التي تأهلت في تلك الرياضة للمشاركة بأولمبياد الشباب 2018 التي أقيمت في بوينس إيرس بالأرجنتين في أكتوبر الماضي.
واحتلت الجزائر المركز الثاني خلف مصر في دورة الألعاب الإفريقية للشباب التي استضافتها الجزائر في جويلية الماضي برصيد 107 ميداليات متنوعة، من بينها 30 ذهبية منها ذهبيتان من نصيب بوكساني.
بيراف في الواجهة

ومن أبرز الأحداث خلال 2018، انتخاب مصطفى بيراف رئيسا جديدا لجمعية اللجان الوطنية الأولمبية الإفريقية خلال أشغال الجمعية العامة الاستثنائية والانتخابية، التي جرت بالعاصمة اليابانية طوكيو، على هامش اجتماع المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية.
وانتُخب مصطفى بيراف لرئاسة هذه الهيئة الإفريقية في السنتين المتبقيتين من العهدة الأولمبية (إلى غاية 2020)، متفوقا على منافسته البوروندية الوحيدة ليديا نسيكيرا.
وفي الدور الأول من عملية التصويت، احتل رئيس اللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية النائب الأول لرئيس جمعية اللجان الأولمبية الإفريقية منذ أربع عهدات أولمبية والرئيس بالنيابة لهذه الهيئة منذ عدة أشهر، المركز الأول بمجموع 27 صوتا مقابل 16 صوتا لنسيكيرا، و11 صوتا للمرشح الثالث الكاميروني كالكابا مالبوم، فيما انسحب البوتسواني نيغروس ماليلا غوسيتسيل من السباق.
في المقابل ضيّعت الجزائر عضويتها في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للملاكمة، بمناسبة الانتخابات التي جرت شهر نوفمبر الماضي.
فبعد انتهاء عهدة الرئيس السابق للاتحادية الوطنية للملاكمة والعضو الحالي باللجنة التنفيذية نبيل سعدي، لم يتمكن الرئيس الحالي للهيئة الوطنية عبد السلام دراع، من تسجيل ملف ترشحه ضمن الآجال التي حددها الاتحاد الدولي.
وأوضح نبيل سعدي قائلا: “الرئيس الحالي للاتحادية الجزائرية للملاكمة سجل ملف ترشحه لعضوية اللجنة التنفيذية خارج المواعيد التي حددتها الهيئة الدولية، وبالتالي فقد ضيعت الجزائر عضويتها للعهدة المقبلة”.
نزاعات وتساؤلات
![]()
تتواصل القبضة الحديدية بين رئيس الاتحادية الوطنية للكرة الطائرة والأندية بسبب صيغة المنافسة؛ ما تَسبب في تأخير انطلاق البطولة الوطنية.
ممثل الأندية المحتجة حكيم بن عبد الله شدّد على رفض جميع الأندية الصيغة الجديدة التي اعتمدها رئيس الاتحادية، وتتضمن مجموعتين، مؤكدا أن الصيغة الجديدة تمثل خرقا للقانون؛ لأنه لم يصوّت عليها أحد؛ لا المكتب الفيدرالي ولا الجمعية العامة. وناشد بن عبد الله تدخّل وزير القطاع لتوقيف ما أسماه بالمهزلة، بينما دعا رئيس الاتحادية إلى عقد جمعية استثنائية لبحث حل عاجل للأزمة، على حد تعبيره.