اختارت مجلة “باب الزمان” والفنانة التشكيلية فاطمة الزهراء بوعاوني قصر رياس البحر بالجزائر العاصمة لإقامة معرض بعنوان “المنسيات من التاريخ” يستمر لشهر كامل.
هذه الظاهرة لها أبعاد تاريخية وفنية حسب منظميها وهي مهداة لما قامت به وما تزال المرأة الجزائرية من إسهام في الحياة اليومية داخل وخارج البيت عبر التاريخ، كما تسعى هذه الفعالية الى استرجاع حق المرأة كعضو مساهم في المجتمع والتي بالرغم من جهودها لم تحظ بالاهتمام والاعتراف الذي تستحقه.
ومن خلال فعاليات هذا المعرض، يسعى المنظمون أيضا الى التعريف بمساهمات المرأة سواء خلال الثورة التحريرية، حيث وقفت إلى جنب أخيها في مقاومة العدو أو ما تقدمه يوميا من خلال عملها في شتى الميادين.
ويستعرض المعرض الفني للتشكيلية فاطمة الزهراء بوعاوني بعنوان “حارسات المعبد” من خلال لوحات فنية جميلة التي تقارب الـ 20 عملا، إسهامات المرأة الجزائرية، استمدت بعضها من التراث الجزائري الأصيل.
فقد رسمت الفنانة المرأة وهي تؤدي مهاما مختلفة في حياتها اليومية داخل البيت مثل الطهي وإنجاز أعمال أخرى مثل النسج والطرز وذلك بريشة دقيقة أبرزت أناقة المرأة الجزائرية بأزيائها الزاهية، كما أظهرت الفنانة في لوحات أخرى جمال البيوت العاصمية بعمرانها المتميز وديكورها الآخاذ. كما عرضت أيضا لوحات تعبر عن أهمية حفظ هذا التراث الأصيل والحرص على نقله للأجيال الصاعدة.
وعرضت أيضا بالمناسبة مجموعة من اللوحات الجميلة التي انجزت بريشة الصغار الذين قدموا مواضيع تتعلق بالتراث على غرار أعمال الطفل الموهوب رياض زيار صاحب الـ 13 ربيعا الذي جسد في لوحاته جوانب من المعمار المتميز لقصر الرياس، وينتمي حاليا رياض لورشة فاطمة الزهراء بوعاوني، حيث يتعلم حاليا تقنيات هذا الفن.
تشارك أيضا في هذا الجناح الطفلتان ليلى زهراء بن شواك (11 سنة) وداليا كمون (13) وتنتميان لنفس الورشة.
وإلى جانب الفعاليات الفنية لهذه التظاهرة، هناك جانب تاريخي خصص للمرأة الجزائرية المعروفة عبر العصور بمواقفها الشجاعة وكفاحها من أجل الوطن
ومساهمتها الفعالة في بناء وتطوير بلادها.
يتناول هذا الجناح جانبا من نضال المرأة وتضحياتها إبان الحرب التحريرية وأيضا خلال العشرية السوداء وذلك من خلال صور للمجاهدات والشهيدات في سبيل الاستقلال مع لافتات تحمل معلومات عن سيرهن، كما عرضت أيضا صورا لنساء
وفتيات دفعن حياتهن ثمنا لصمودهن ووقوفهن في وجه الإرهاب.
ص/ب
