إلى جانب القضية الفلسطينية.. “الثورة الجزائرية قضية جوهرية في المسرح الجزائري والعربي”

إلى جانب القضية الفلسطينية.. “الثورة الجزائرية قضية جوهرية في المسرح الجزائري والعربي”

شدد نقاد وباحثون مختصون في مجال المسرح في ندوة بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين باشطارزي على أن الثورة التحريرية الجزائرية تمثل “قضية جوهرية ولها صدى كبيرا على مستوى المسرح الجزائري والعربي”، إلى جانب القضية الفلسطينية وعناصر التراث العربي المشترك وقضايا التحرر العالمية.

وبالمناسبة، أكد الناقد المسرحي، مخلوف بوكروح في ندوة بعنوان “صدى القضايا العربية الكبرى في المسرح العربي” المنظمة في إطار برنامج الاحتفال بالذكرى الـ 68 لاندلاع ثورة 1 نوفمبر 1954، أن الثورة الجزائرية كان لها “صدى كبير وشكلت موضوعا جوهريا تناوله المسرح العربي والجزائري”، حيث تم تقديم العديد من الأعمال المسرحية المستلهمة من الثورة الجزائرية لما تركته في وجدانهم من “أثر وقيم عالية للنضال ومقاومة المستعمر وحماية للهوية الوطنية”، وذلك إلى جانب القضية الفلسطينية وقضايا التحرر في العالم والاقتباس من التراث المشترك.

وذكر أن المسرح الجزائري منذ ميلاده كان مسرحا شعبيا وطرح بأسلوب فني قضايا المجتمع الجزائري والتراث العربي الذي “قاوم محاولات طمس هويته وشخصيته”، حيث تفطن المثقفون الجزائريون لأهمية البعد التربوي للمسرح قصد “تنمية الوعي الوطني”، مشيرا إلى أن “الاهتمام بالمسرح في الجزائر كتعبير فني خلال الفترة الاستعمارية لم يقتصر على المثقفين، بل أولى مناضلو الحركة الوطنية والأحزاب السياسية حينها اهتماما بالغا له، حيث أصبح المسرح أداة لمقاومة الاستعمار في نصوص مصالي الحاج الذي كتب نصا بعنوان “الحاكم الطيب” سنة 1928، ومسرحية “الكاهنة بنت الأوراس” للشيخ البشير الإبراهيمي، ومسرحية “حنبعل” لتوفيق المدني.

وأضاف المتحدث أن الثورة الجزائرية ألهمت العديد من المؤلفين الجزائريين والعرب لكتابة نصوص مسرحية ضمنها “الجثة المطوقة” لكاتب ياسين (1958)، “حنين إلى الجبل” لصالح خرفي (1957)، “نحو النور” لمصطفى كاتب، “مأساة جميلة” لعبد الرحمان الشرقاوي من مصر وذلك إلى جانب نصوص أخرى ضمن تجارب المسرح العالمي، مبرزا مقابل ذلك أن القضايا العربية كانت حاضرة منذ البدايات في المسرح الجزائري وأبرزها القضية الفلسطينية التي ألهمت كاتب ياسين والطاهر وطار وغيرهم من الكتاب.

وبدوره، تطرق الباحث المسرحي محمد بوكراس، مدير المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري في مداخلته الموسومة “الثورة التحريرية في العرض المسرحي الجزائري” أن الظروف التي تأسس فيها المسرح الجزائري فرضت عليه جملة من الخيارات الجمالية والموضوعاتية، مشيرا إلى أن السلطات الاستعمارية منعت عروض القراقوز “بسبب تعرضها للجنود الفرنسيين بالسخرية”.

وأشار المتحدث إلى أن العروض المسرحية الأولى كانت تشتغل على “محاربة الآفات الاجتماعية وذلك لمجابهة المخطط الاستعماري لتفكيك المجتمع الجزائري”، وكذا عمدت الأعمال المسرحية إلى إبراز الخصوصيات الجزائرية من خلال النهل من التراث التي قام بها رواد الحركة المسرحية من أمثال محمد علالو، محي الدين باشطارزي والطاهر فضلاء.

وذكر أن المسرح الجزائري كان سباقا في تناول القضايا السياسية تلميحا وتصريحا من خلال عديد الأعمال.

ب/ص