غياب نقاط بيع أضاحي العيد هذا العام عن كثير من المدن والبلديات في الوطن، بعد الإجراءات الأخيرة المتخذة من الحكومة والسلطات المحلية القاضية بمنع التنقلات بين الولايات، وتقليص عدد نقاط بيع المواشي جراء تهديدات فيروس كورونا،
والركود الناجم عن ذلك، جعل الكثير من بائعي الخراف يلجأون إلى مواقع التواصل الإجتماعي للترويج لخروف العيد عن طريق الموقع الأزرق “فايسبوك” ويقومون بنشر بعض الصور والفيديوهات لبعض المواشي المتواجدة لديهم بأسعارها وأوزانها، بالإضافة إلى الكثير من الخدمات أبرزها توصيل الخروف للمنزل.
وتتم عملية البيع باختيار الزبون للأضحية من خلال مجموعة من الصور المنشورة على صفحة “فايسبوك”، ويحجز الشخص الأضحية لحين استلامها يوم وقفة عرفة “ديلفري” أو الاستلام يوم العيد بعد ذبحها وتقطيعها بحسب طلب الزبون.
موالون يستغلون الوضع
فضّل بعض السماسرة والموّالين الذين يغتنمون هذه المناسبات، بيع أضاحيهم عن طريق المواقع الإلكترونية، التي تنشط في المجال التجاري، وتقديم مختلف الخدمات لبيع كل شيء عن طريقها، ولم يتوانَ أحد المسجلين على هذه المواقع الإلكترونية عن التأكيد أنه يملك عددا كبيرا من أضاحي العيد، قارب عددهم 3 آلاف رأس، محددا سعر الواحدة منها بـ33 ألف دينار للخروف، ووضع هذا الموّال عرضا خاصا جدا من يشتري 10 كباش له الحادي عشر هدية مجانا. وقد اختلفت العروض التي قدّمها الموّالون الذين عرضوا خرفانهم للبيع عبر هذه المواقع الإلكترونية، كما تباينت أسعارهم، حيث تراوحت الأسعار التي تم تحديدها بين 6 ملايين سنتيم و33 ألف دينار، في الوقت الذي وضع عدد منهم عبارة “السعر ثابت”، فيما فضّل آخرون ترك عملية البيع عن طريق الهاتف النقال، حيث وضعوا أرقامهم الخاصة، قصد تسهيل عملية البيع، ولم يتوانَ آخرون عن وضع كل بياناتهم الشخصية من عنوان تواجد الماشية وأرقامهم الخاصة.
سابقة أوجدتها الظروف
ولأول مرة في تاريخ الجزائر ينتشر البيع الإلكتروني لأضاحي العيد بهذا الشكل ويزيد الإقبال عليه من قبل الموّالين والسماسرة والزبائن على حد سواء، بعد قطع الطريق عليهم في الفضاءات الواقعية، وهو ما جعلهم يسارعون إلى استغلال التكنولوجيا.
وطرحت شركة إسكندر وموقع التسوق الإلكتروني “سكيندار” صيغة جديدة تعتبر الأولى من نوعها في مجال بيع الماشية بواسطة الدفع الإلكتروني واستعمال بطاقة ما بين البنوك أو البطاقة الذهبية لبريد الجزائر لاقتناء أضحية العيد، من دون التنقل إلى نقاط بيع المواشي، وذلك في إطار اتفاقية جمعت الشركة بعدد من الموّالين.
مواقع إلكترونية تعرض بطاقة فنية للأضحية
وتفضل بعض العائلات اقتناء أضحيتها من مواقع البيع والشراء التي تعرض بطاقات فنية كاملة عن الأضحية، تتضمن فصيلتها ومسقط رأسها ووزنها ولونها وعمرها وتعليفها وسعرها وخدمات ما بعد البيع، وبدل توجه الأبناء رفقة آبائهم إلى أسواق المواشي، باتت الجولات الافتراضية في أسواق الماشية البديل المفضل والآمن المتاح في الوقت الراهن تجنبا لانتشار عدوى كورونا، حيث يقضي أفراد الأسرة ساعات في تصفح مواقع الشراء أونلاين وصفحاته التي راجت في المدة الأخيرة لاختيار أضحية العيد بمشاركة الجميع ويتصلون عقب ذلك للتفاوض حول السعر وتأكيد بعض المعطيات غير الواردة في الإعلانات.
وتتراوح الأسعار المعروضة على تلك المواقع بين 38 ألف دج إلى غاية 75 ألف دج، بعضها قابل للتفاوض، وذلك عبر أغلب مواقع البيع والشراء الشهيرة في الجزائر على رأسها موقع “واد كنيس”.
ويطلق التجار الإلكترونيون للكباش رسائل تطمين لزبائنهم، مدللين ذلك من خلال عبارات أنّها لم تتناول العلف المعالج “الفينيسيون” وأدوية التسمين.
ويقول بعض الموّالين من ولاية الجلفة وسيدي بلعباس إن الظروف الاستثنائية الراهنة وتهديدات “كوفيد19” التي تلاحق الجزائريين في أسواق الماشية هي التي دفعتهم إلى اعتماد هذه التقنية الجديدة للبيع الإلكتروني أو الأسواق الإلكترونية للماشية بالاستعانة بذوي الخبرة في هذا المجال وذلك لما وقفوا عليه من تصفح كبير لتلك الصفحات والمواقع.
ويطرح البيع عبر الأسواق الإلكترونية إشكالات عديدة في مجال سلامة الأضحية ومدى خضوعها فعلا للمعاينة البيطرية، غير أنه يوفر من جانب آخر حماية للمستهلك وتجنيبه خطر الاحتكاك في تلك الأماكن التي يكثر فيها الازدحام.
لمياء. ب