تشهد الجزائر في السنوات الأخيرة، حركية غير مسبوقة في مجال الاستثمار السياحي، لا سيما في قطاع التسلية والترفيه، ما ساهم بشكل واضح في تحسين جودة الحياة للمواطن الجزائري، خصوصا لدى فئتي الشباب والأطفال الذين وجدوا متنفسا آمنا وملائما لممارسة أنشطتهم خلال أوقات الراحة والعطل.
ومع الانتشار المتسارع لفضاءات الترفيه والمرافق السياحية المتنوعة، من مسابح وأحواض مائية إلى غابات استجمام ومتنزهات عائلية، باتت المدن الجزائرية تكتسب طابعا سياحيا أكثر إشعاعا يؤهلها مستقبلا لأن تكون مقصدا جذابا للزوار من داخل البلاد وخارجها.
أجواء احتفالية خلال عيد الفطر
وخلال أيام عيد الفطر المبارك، تحولت هذه المرافق إلى قبلة مفضلة للعائلات الباحثة عن أجواء ترفيهية خارج جدران المنازل، حيث غصّت المنتزهات والمساحات الخضراء بالأطفال بلباسهم الجديد ولهوهم بالألعاب والدراجات، في مشهد يعكس رغبة الأسر الجزائرية في استغلال هذه الفضاءات لقضاء أوقات نوعية. وساهمت الفرق البهلوانية والعروض الفنية المنظمة داخل هذه الفضاءات في إدخال الفرحة والسرور على قلوب الأطفال، الذين وجدوا في هذه الأنشطة التحضيرية دفعة معنوية قبل العودة إلى مقاعد الدراسة بعد عطلة ربيعية دامت أسبوعين.
استثمار ذكي وترويج رقمي
وأمام هذا الإقبال المتزايد، لجأ مسيرو العديد من المرافق إلى الترويج لأنشطتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال عروض مناسبة وتخفيضات مغرية، ما يعكس وعيا تسويقيا جديدا يعزز من قدرات هذا القطاع ويضعه على سكة التعافي والنمو. ولم تقتصر هذه الاستثمارات على الجانب الترفيهي فقط، بل شملت تجهيزات داعمة كالمقاهي والمطاعم والمصليات، ما جعلها وجهات متكاملة للعائلات التي لم تعد مضطرة للتنقل من مكان لآخر لتلبية حاجياتها، خاصة مع تمديد ساعات العمل في كثير من الأحيان إلى غاية الليل.
إشادة المواطن وتطلعات لمستقبل أفضل
واستحسن المواطنون هذه المبادرات الاستثمارية، معتبرين أن فضاء ان التسلية أضحت خيارا حضريا آمنا للترفيه، يتيح للعائلات الجزائرية، بكل أطيافها، قضاء أوقات ممتعة في جو يسوده الأمان والنظافة والتنظيم. ويرى متابعون أن هذا التوجه يشكل ركيزة قوية للنهوض بالسياحة المحلية، خاصة إذا ما رافقته سياسات دعم وتشجيع للمستثمرين الخواص في هذا المجال، بما يعزز من حضور الجزائر على خارطة السياحة العائلية في المنطقة. كما أضحت فضاءات الترفيه في الجزائر أكثر من مجرد متنفس؛ بل باتت جزءا من المنظومة الاجتماعية والاقتصادية التي تعكس صورة وطن طموح يسير بثقة نحو استدامة سياحية تراعي احتياجات المواطنين وتستشرف مستقبلا أكثر إشراقا.