هل يصوم مرضى الكلى؟ وماذا عن الدواء وتناول السوائل؟ ومدى قدرتهم على الصيام، وهل يشكل الصيام خطرا على حالتهم الصحية؟
أسئلة يطرحها مريض الكلى عند الصوم، ولكن تعتمد الإجابة على تشخيص الطبيب لحالة المريض، ومدى سوء وضعه الصحي، حيث يتسبب الصوم نتيجة لنقص السوائل والأملاح، في تدهور حالة مرضى القصور المزمن، مما يسبب اختلالا في وظائف الكلى.
وفي البداية لابد من التعرف على هذا العضو الصغير بالجسم، الذي يؤدي العديد من الوظائف الهامة للإنسان.
فالكلية هي عضو هام من أعضاء جسم الإنسان، لونها بني مائل للحمرة، وتقع على الجدار الخلفي للتجويف البطني، على جانبي العمود الفقري، تحت الحجاب الحاجز، ليقوم الضلعان الأخيران في القفص الصدري بحماية الكلية.
تأثير الصيام على مرضى الكلى
رغم وجود العديد من الدراسات العلمية حول تأثيرات الصيام المختلفة على وظائف الكلى، إلا أن الأمر لا يخلو من بعض التنوع في النتائج، ويرجع ذلك إلى ارتباط تأثير الصيام على الكلى بعدة عوامل أخرى. ومن أهم العوامل التي تتداخل مع تأثير رمضان على الكلى:
– الأمراض المزمنة: الأشخاص المصابون بمشكلات الكلى تكون نسبة كبيرة منهم من مرضى السكري، وهذا يؤدي إلى وجود تأثير مزدوج للصيام على المريض.
– الحالة الصحية العامة: وجود مشكلات صحية عامة، مثل سوء التغذية، أو البدانة، أو تدهور الحالة النفسية يعتبر من العوامل المؤثرة بشدة على صحة الجسم أيضاً.
– استقرار الحالة: استقرار مريض الكلى يتوقف على انتظامه على تناول الدواء بجرعات صحيحة مع حدوث تحسن وثبات في نتائج وظائف الكلى.
أما عن تأثيرات الصيام على وظائف الكلى بشكل عام فتشمل وفقاً للدراسات المتاحة الجوانب التالية: نسبة اليوريا في الدم: وجدت بعض الدراسات أن نسبة اليوريا في الدم تنخفض مع صيام شهر رمضان، ثم تعود للارتفاع بعد انتهائه، ولكن قيمة هذا الانخفاض بسيطة من الناحية الإحصائية ولا تمثل تأثيرا كبيرا على وظائف الكلى.
نسبة الكرياتنين في الدم: وجدت الدراسات أن نسبة الكرياتنين في الدم قد انخفضت خلال رمضان بنسبة تصل لـ15 % وقد ارتبط هذا الانخفاض المثير للاهتمام من الناحية الإحصائية بتناول المرضى موضع الدراسة لفيتامين E كمكمل غذائي؛ حيث لم تكن النتائج بنفس الارتفاع في الشريحة التي لم تحصل على الفيتامين. كذلك وجدت نفس الدراسة أن نسبة الكرياتينين بعد رمضان قد ظلت منخفضة لعدة أسابيع عن النسبة التي كانت قبل رمضان بمقدار 1 % تقريباً.
معدل تنقية الكرياتنين عن طريق الكلى
يرتبط الصيام بزيادة معدل تنقية الكرياتنين عن طريق الكلى، خاصة لدى الأشخاص الأصحاء بنسبة قد تصل لـ15 %، بينما عند المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري، وما يرتبط به من مضاعفات كلوية تكون نسبة التحسن في معدل تنقية الكرياتنين أقل نسبياً وإحصائياً، ولكنها تتراوح بين 8-10 % وفقاً للدراسات المتوافرة.
ملاحظة توضيحية: اليوريا والكرياتنين هما مخلفات كيميائية تنتج عن العمليات الحيوية في الجسم، ومن ضمن اختبارات قياس كفاءة وظائف الكلى قياس نسبتهم في الدم؛ حيث إن هذه النسبة كلما كانت منخفضة كلما دل ذلك على أن الكلى تعمل بشكل جيد.
ارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم:
وجدت بعض الدراسات أن الصيام يرتبط بارتفاع نسبة البوتاسيوم لدى مرضى الكلى بطريقة تتجاوز النطاق الطبيعي، ويرجح أن هذا يرجع إلى نمط التغذية الخاطئ في رمضان.
كفاءة التنقية في الكلى وسلامة الخلايا الكلوية المتخصصة
وجدت الدراسات أن الصيام لا يؤثر بشكل سلبي خطير على كفاءة الكلى بشكل عام، وأن الأمر يتوقف على عوامل متعددة، مثل التي ذكرت بالأعلى، كما وجد أن أي تأثير سلبي للصيام في هذا الصدد يتحسن خلال أسابيع قليلة بعد انتهاء رمضان.
نسب الأملاح في الدم: بشكل عام وجد أن نسبة الأملاح المختلفة في الدم لا تتأثر بشكل كبير عند مرضى الكلى خلال الصيام كنتيجة له في حد ذاته.
تحذيرات لمرضى الكلى في رمضان التحذيرات الأساسية لمرضى الكلى في رمضان تتضمن الانتباه لعلامات الخطورة، التي تدل على الحاجة لمراجعة طبية عاجلة لاحتمالية وجود مشكلة طارئة، وتشمل علامات الخطورة هذه: انتفاخ وتورم في الجسم أو الوجه، صعوبة في التنفس، دوخة، فقدان الشهية، الإحساس باضطراب درجة الوعي.
على جانب آخر، فإنه مثل باقي أيام السنة لا غنى لمرضى الكلى خلال رمضان عن الفحوصات الروتينية التالية: قياس الضغط يومياً، قياس الوزن، تسجيل كميات البول على مدار اليوم واكتشاف أي انخفاض أو زيادة مفاجئة، قياس نسب الأملاح بشكل دوري، اختبار وظائف الكلى بشكل دوري، عمل زيارة متابعة كل أسبوعين على أقصى تقدير.
ق. م