كشف مديرية البيئة بعنابة أنه تم اتخاذ قرارات ردعية تتعلق بمعاقبة عديد المؤسسات الصناعية والاقتصادية التي تساهم بقسط كبير في تلويث البيئة والمحيط العام، هذا ما وقفت عليه المفتشية الولائية للبيئة خلال
الزيارات الميدانية والمعاينة التفتيشية للمناطق الست ذات النشاط الصناعي المكثف.
وبحسب تقرير مديرية البيئة، فإن 30 بالمائة من هذه النقاط السوداء تساهم بشكل كبير في تلويث البيئة نتيجة المواد السامة التي تلفظها حسب التجمعات السكانية الكبرى، مثل بلدية سيدي عمار، ومنطقتي حجر الديس وبرقوقة وكذلك حي سيبوس ببلدية عنابة، بالإضافة إلى منطقة برحال الصناعية.
وبحسب التقرير الذي أعدته لجنة المراقبة بمديرية البيئة، فإن تسجيل هذه المخالفات جاء على خلفية عدم تقيد أصحاب المصانع بالإجراءات القانونية وعدم احترامهم لتعليمات الوزارة الوصية والتي كانت قد راسلتهم، خلال شهر مارس الماضي، حيث ركزت هذه الأخيرة على ضرورة إيجاد حل لتقليص معدل التلوث بعنابة، وذلك من خلال تحديد النقاط التي تساعد على تلويث البيئة إلى جانب توقيف نشاط أصحاب هذه المنشآت والذي يرتبط بعملية الرمي العشوائي للفضلات الصناعية السائلة منها والصلبة في المحيطات الفلاحية والزراعية إلى جانب الفضاءات العمومية.
وفي سياق متصل استفادت مصالح بلدية عنابة من عتاد جديد للقضاء على القمامة والنفايات المنزلية حيث تم استقدام نحو 8آلاف حاوية مصنوعة من الحديد ستوزع قريبا على كل من بلديات عنابة والبوني وبرحال وسيدي عمار وذلك تفاديا لإتلافها من طرف بعض المواطنين إلى جانب ذلك أفرجت مديرية البيئة بعنابة عن مشروع إنجاز مركز للردم التقني للنفايات وذلك بمخرج منطقة وادي زياد من أجل الإسراع في تدارك النقائص المسجلة على مستوى مديرية البيئة فيما يتعلق بعملية القضاء على الرمي العشوائي للنفايات، لأن أغلب العتاد قد تعرض للتلف والاهتراء بسبب الاستغلال العشوائي له من طرف عمال النظافة.
وبحسب شركاء القطاع فإن بلدية عنابة تعاني العجز في عملية تحويل النفايات المنزلية والحضرية، حيث تسجل عملية رفع نحو 500 طن يوميا من إجمالي القمامة التي حولت عنابة وسط إلى مدينة ملوثة بامتياز، فيما يقدر عدد الشاحنات بـ 13 شاحنة كباسة، طاقة استيعابها ضعيفة، مقارنة بالنفايات المنزلية التي تستحوذ على المساحات والشوارع الرئيسية والتي ترمى بمنطقة البركة الزرقاء.
من جهتها أحصت مصالح مؤسسة الردم التقني للنفايات بعنابة إتلاف 600 حاوية ورميها من طرف المواطنين، الأمر الذي زاد في تردي الوضع البيئي. وأمام بعد المسافة بين بلدية عنابة ومركز تجميع النفايات بالبركة الزرقاء بحجر الديس والمقدرة بـ 40كلم، يجد عمال النظافة صعوبة في رفع هذه النفايات لتحسين الإطار البيئي خاصة أمام الارتفاع المفاجئ لدرجة الحرارة، ناهيك عن اهتراء العتاد والشاحنات الكباسة الخاصة برفع القمامة.
وفي سياق متصل سيتم قريبا إطلاق مشروع إنجاز المركز التقني بحي خرازة وهو قريب من عنابة وسط، من أجل بعث نشاط تطهير الساحات من القمامة إلى جانب وضع خطة إستراتيجية فعالة تدخل في إطار القضاء على النفايات الصناعية التي استحوذت على المساحات الخضراء.