لليوم الثالث على التوالى واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلى إغلاق المسجد الأقصى المبارك ومنعت دخول المسلمين إليه، كما منعت رفع الآذان فيه، وصلى المقدسيون الفجر عند أقرب نقطة إلى الأقصى تمكنوا من
الوصول إليها، فمنهم من تمكن من الوصول إلى بوابات البلدة القديمة ومنهم عند الأحياء القريبة، خاصة حى وادى الجوز القريب من المسجد، فيما تمكن أهالى البلدة القديمة من أداء الصلاة على بوابات الأقصى المغلقة.
ونسبت تصريحات إلى رئيس وزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قال فيها إنه قرر إعادة فتح المسجد الاقصى ظهر امس الأحد أمام المصلين والمستوطنين والسياح الأجانب.. وأنه قرر وضع بوابات إلكترونية وتركيب كاميرات مراقبة خارج المسجد الأقصى تتمكن من متابعة ما يحدث بداخل الحرم القدسى. فيما قال فراس الدبس مسؤول العلاقات العامة والإعلام فى دائرة الأوقاف الأردنية ” أن مخابرات الاحتلال تجرى اتصالات مع مجموعة من حراس المسجد الأقصى المبارك وتطالبهم بعدم الحضور إلى الأقصى “.وفرضت سلطات الاحتلال إغلاقا شاملاً على المسجد الأقصى عقب عملية اشتباك مسلح استشهد خلالها ثلاثة شبان فلسطينيين من مدينة أم الفحم وقتل شرطيان إسرائيليان. وكانت قد أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، بشدة، تصعيد سلطات الاحتلال الإسرائيلى، إجراءاتها العدوانية ضد المسجد الأقصى المبارك، بإغلاقه أمام المصلين المسلمين، حيث تقوم بعمليات تفتيش دقيقة لجميع مرافق المسجد، والاستيلاء على مفاتيح البوابات وتحطيم كثير من محتويات المسجد، واقتحام جميع المبانى والمرافق التابعة له.وطالبت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولى، والدول كافة، والعالمين العربى، والإسلامى، بسرعة تحمل مسئولياتهم لإنقاذ المسجد الأقصى المبارك وقبل فوات الأوان. وحملت الوزارة، الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، المسؤولية الكاملة والمباشرة عن أفعالها العدوانية وتدابيرها غير القانونية وانتهاكاتها الجسيمة للوضع القائم للمسجد الأقصى المبارك منذ 1967، مؤكدة أن ردود الفعل الدولية على ما يجرى ضد المسجد الأقصى، لم يرتق إلى المستوى المطلوب، وحتى ردود الفعل التى صدرت حتى الآن تعتبر خجولة، وليست كافية للضغط على سلطات الاحتلال لتراجع عن عدوانها المتواصل ووقفه فورا، ووقف اقتحاماتها للمسجد الأقصى المبارك.وأعربت الخارجية، عن مخاوفها الكبيرة إزاء نوايا الاحتلال المبيتة ضد المسجد الأقصى، محذرة من التداعيات الخطيرة التى تترتب على إجراءات الاحتلال ومحاولات التحكم بجميع مرافقه وبواباته ، خاصة فى ظل عزل وتهميش أدوار جميع الهيئات الإسلامية القَيمة عليه.من جهته قال رئيس مجلس الأوقاف بالقدس الشيخ عبد العظيم سلهب، إنه لا يوجد أى سيطرة لإدارة الأوقاف الإسلامية خلال اليومين الماضيين فى المسجد الأقصى، حيث أبعدت سلطات الاحتلال الإسرائيلى إدارة الأوقاف كليا عن المسجد وتسيطر سلطات الاحتلال عليه بالكامل .جاء ذلك فى المؤتمر الصحفى الذى عقدته الهيئة الإسلامية العليا ومجلس الأوقاف ودار الفتوى ومحافظة القدس ودائرة قاضى القضاة فى مبنى المحكمة الشرعية فى حى وادى الجوز بمدينة القدس، حول الإحداث الطارئة والمتسارعة التى تحاك حول المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس .وأضاف الشيخ سلهب ، إن الاحتلال عبث فى اليومين الماضيين بكافة محتويات المسجد الأقصى المبارك، وفى كل مكاتب الأوقاف ودار الفتوى والمحكمة الشرعية – التى تحوى السجل التاريخى لمدينة القدس الذى يعكس تاريخ المدينة لـ800 عام سابقة ومركز المخطوطات والمتحف الإسلامي، وقال “كل ما فى الأقصى يتعرض للتخريب والعبث من قبل سلطات الاحتلال”.وأضاف “أن ما حصل فى الأقصى والقدس لم يحدث من عام 1967، حيث لا يسمح لأى شخص بالدخول إليه من مسؤولى وموظفى دائرة الأوقاف والمصلين المسلمين، فمنع الآذان وصلاة الجمعة بالأقصى بسبب إغلاقه لم يحصل فى تاريخ الاحتلال، وكان الرد العفوى الطبيعى من المسلمين إقامة الصلاة فى شوارع القدس وطرقاتها تأكيدا على حقنا العقائدى فى المدينة والأقصى”.وقال الشيخ سلهب “ننادي..أغيثوا الأقصى والمرابطين فى مدينة القدس، فالمدينة تتعرض لهجمة غير مسبوقة، ونؤكد أنه لا يجوز بأى حال من الأحوال إغلاق الأقصى واقتحامه والعبث بمرافقه، فالأقصى مكان عبادة للمسلمين وحدهم، وأضاف أن ما يجرى فى المسجد الأقصى من إغلاق ومنع الأذان هو جريمة ويجب أن يحاسب عليها كل من يقوم بها.