تحتضن الجزائر من 13 جانفي الجاري وإلى غاية 4 فيفري القادم، فعاليات كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين (بطولة الشان)، وستجري مختلف مباريات هذا العرس القاري بملاعب قسنطينة، وهران، عنابة، أما العاصمة، فسيكون ملعب “نيلسون مانديلا” ببراقي الذي تم تدشينه، أمسية الخميس، من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مسرحا لها.
وعن تنظيم الجزائر لبطولة الشان وامتلاكها لمرفق رياضي مهم وبمواصفات عالمية، تحدث بعض الإعلاميين لـ “الموعد اليومي” في هذا الموضوع.
الإعلامي كمال مهدي
مطالبون بإعطاء البطولة أهمية كبيرة من أجل صورة الجزائر

إن تنظيم الشان ببلدنا في هذا الظرف الحساس وفي ظرف تعرف فيه الجزائر حركية كبيرة على الصعيدين الوطني والدولي وحتى القاري على غرار ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي كانت ناجحة بكل المقاييس وباهرة، القمة العربية أيضا التي كانت منعرجا حاسما وجرت في ظروف جيدة أعطت صورة جيدة عن الجزائر وعن الديبلوماسية الجزائرية، واعتقد اليوم بأن الديبلوماسية الرياضية أيضا لعبت دورا كبيرا في احتضان هذا الشان الذي سيكون متميزا لعدة اعتبارات.
أولا: لأننا نملك اليوم بالفعل ملاعب بمقاييس عالمية على غرار ملعب براقي “نيلسون مانديلا” وإعادة ترميم ملعب عنابة في ظرف ستة أشهر من طرف شركة وطنية وأيضا ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة الذي يوجد في أبهى حلة، إضافة إلى ملعب وهران، وأعتقد أن هذه المرافق من شأنها أن تعطي صبغة أخرى لهذا الحدث الإفريقي (الشان) الذي سيكون منعرجا حاسما في الفوز بملف احتضان كان 2025، لذلك أعتقد أن هذا الحدث مهم علينا أن نتكاثف فيما بعضنا كإعلام، كجمهور، كسلطات واتحادية من أجل إعطاء لهذا الحدث أهمية كبيرة وإنجاحه من أجل صورة الجزائر.
أما ما تعلق بملعب “نيلسون مانديلا” ببراقي، نفتخر أننا نملك ملاعب بهذه المقاييس، ملاعب تشبه الملاعب الأوروبية والملاعب العالمية والملاعب التي شاهدناها في قطر في المونديال الأخير، علينا كجزائريين أن نفتخر بهذه المرافق ولابد أن نحافظ عليها وتكون هناك صيانة لها في كل مرة وأيضا مرافقة لهذه المركبات التي صرفت عليها الدولة أموالا كثيرة إضافة إلى التنويه بالمجهودات الجبارة للدولة الجزائرية بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وكل المسؤولين الذين وقفوا على كل كبيرة وصغيرة لتجهيز هذا الملعب التحفة.
ونتوقف هنا عند نقطة مهمة ونطلب من الجمهور الجزائري أن يحضر بقوة لكل المباريات في كل الملاعب الأربعة التي تحتضن الشان بقسنطينة، وهران، عنابة والعاصمة، حتى المباريات التي لا يلعب فيها المنتخب الوطني المحلي والتحلي بالروح الرياضية وعدم التصفير على أناشيد المنتخبات الإفريقية، عدم رمي المقذوفات، عدم السب والشتم وأيضا المحافظة على نظافة محيط الملعب وخارجه أيضا، وكل هذه العناصر ستعطي صورة جميلة وحضارية عن الجزائر وعن الجمهور الجزائري.
الإعلامي أحمد حفصي
جوهرة حقيقية

احتضان الجزائر لمنافسات رياضية إقليمية ودولية هو إعادة تصحيح مسار بعد غياب أو تغييب لبلد بحجم قارة لسنوات عن مسرح تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، والتي أصبحت اليوم في عالم متغير، معيارا لتقييم نهضة الأمم وقوة بنيتها الاقتصادية، وجاهزية منشآتها القاعدية، وأحد أوجه التسويق للوجهات السياحية، لأن تنظيم الأحداث الرياضية بمثابة استثمار تقطف ثماره على المدى المتوسط والبعيد.
الشان على أرض الجزائر أشهر قليلة فقط بعد النجاح الباهر في تنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط، أعاد وضع الجزائر على خارطة الدول المؤثرة ونقطة جذب لاكتشاف الفرص الاستثمارية في بلد يشق طريقه بخطى ثابتة نحو الريادة في المنطقة وجنوب حوض المتوسط.
المثير في شان الجزائر هو انبهار العالم بالمنشآت الرياضية الجديدة التي تم تشييدها بمواصفات عالمية وبهندسة فريدة من نوعها، نحن بصراحة نتحدث عن ملاعب جزائرية مونديالية متكاملة وهو حال ملعب نيلسون مانديلا في العاصمة، وهو جوهرة حقيقية ستعطي دفعا قويا للرياضة الجزائرية وستعزز بكل تأكيد ملف الجزائر لاحتضان كان 2025 خاصة أن البلد يعرف نقلة نوعية من حيث المنشآت بعد أن تعززت عدة مدن بملاعب أخرى عالمية مثل مركب ميلود هدفي بوهران أو ملعب تيزي وزو الذي توضع له آخر الروتوشات حاليا.
جاهزية الجزائر من حيث البنى التحتية وقوة منظومة اللوجستيك في بلد يتنفس كرة القدم يزعج البعض، وهو سر التحامل على الجزائر ومحاولات التشويش على أي ديناميكية ونجاحات تعرفها البلد.
هنا لا بد من الإشادة بكل الجهود المبذولة لإنجاح الشان ومتابعة كل المشاريع الرياضية، والأهم هو التركيز على عامل الصيانة مستقبلا وتطبيق القانون بصرامة حال أي تجاوزات أو أعمال شغب تستهدف كراسي الملاعب أو مرافقه الملحقة.
فقط لابد من عمل متكامل بين كل القطاعات والمجتمع المدني من أجل نجاح كل بطولة رياضية تقام في الجزائر مع ضرورة التخطيط الجيد والانتقال لمرحلة جني الأرباح من تنظيم البطولات الكبرى، وهنا أستغرب غياب أي عروض ترويجية من قبل الوكالات السياحية الجزائرية للاستثمار في الحدث الرياضي لجلب أنصار المنتخبات الإفريقية المشاركة في الشان وهو أمر ينبغي تداركه، لأن البعد الاقتصادي هو الأهم من احتضان أي فعالية رياضية كبرى.
الإعلامي محمد لعلامة
كل هذه المؤشرات توحي بنجاح هذا العرس القاري الهام

بطولة إفريقيا للمحليين “شان” اختبار مهم للجزائر لإثبات جاهزيتها وقدرتها على تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى وكسب نقاط للفوز بتنظيم كأس أمم إفريقيا 2025، وأعتقد أن هناك مؤشرات توحي بنجاح هذا الحدث القاري الهام منها نوعية الملاعب التي ستحتضن مباريات البطولة وبالأخص ملعب نيلسون مانديلا الذي يتميز بمواصفات عالمية، إلى جانب الاهتمام الكبير الذي أولته الجزائر لهذه البطولة على جميع الأصعدة، ناهيك عن التغطية الإعلامية غير المسبوقة للحدث واستخدام تقنية “الفار” في جميع المباريات لأول مرة منذ إطلاق المسابقة.
عبد العالي مزغيش
علينا جميعا أن نرفع التحدي لإنجاح الحدث الكروي القاري

الجزائر أكبر بلد في إفريقيا من حيث المساحة، ولهذا فإن وجود ملاعب محترمة وبمقاييس عالمية من شأنه أن يعكس هذا التميز على مستوى قارة إفريقيا.
احتضان الشان حدث كبير يأتي بعد أشهر قليلة من احتضان وهران لألعاب البحر المتوسط، وهو أيضا يتوافق مع النشاط الدبلوماسي الحثيث الذي تشهده بلدنا، ويعتبر الرهان اليوم كبيرا نتحمله جميعا لأجل انجاح التظاهرة الكروية القارية حتى لا يستغل البعض الاخفاق للنيل من صورة بلدنا التي تستعيد بريقها تدريجيا بين الأمم.
الجزائر التي أحرزت الكأس الإفريقية في مصر والعربية في قطر وتملك نجوما في أوروبا وفي الخليج وحتى داخل الوطن… جدير بها أن تمتلك منشآت رياضية كبيرة ومحترمة.. ويبقى أن نحافظ عليها كما يليق بشعب متحضر ومثقف.
كلمتهم: حاء/ ع