أكد ممثل حركة حماس بالجزائر ، يوسف حمدان، امس، أن إعتراف العديد من الدول الغربية بدولة فلسطين، يعد خطوة مهمة في تثبيت الشعب الفلسطيني في أرضه ومقدساته، وبأحقيته في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف، وبالتالي يعد إستحقاق لصمود الفلسطينيين ، يجب أن ترافقها إجراءات عملية تقود لوقف الإبادة ، والتصدي لمشاريع الضم والتهويد، مشيرا بأن الحركة مستمرة في المشاورات وتقدير الموقف مع الوسطاء وفصائل المقاومة ، والأولوية هي إيقاف العدوان من خلال كافة المسارات.
وأوضح ممثل حركة “حماس” بالجزائر، في تصريح “للموعد اليومي” بأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية من طرف العديد من الدول خطوة جد مهمة، في تثبيت الشعب الفلسطيني في أرضه ومقدساته، وإقامة دولته عاصمتها القدس الشريف، وبالتالي يعد إستحقاق لصمود شعبنا وتضحياته على أرضه، ونتيجة طبيعية حيث اكتشف الكيان عن وحهه الحقيقي، منذ الإحتلال سنة 1948، مرورا إلى جرائمه ضد الفلسطينيين العزل ، وهذا الانكشاف لبشاعة الكيان الصهيوني، خطوة مهمة ، يجب أن ترافقها إجراءات عملية تقود لوقف الإبادة في حق الشعب الفلسطينيى والتصدي لمشاريع الضم والتهويد في الضفة والقدس،
وهذه الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية والمجتمع الدولي والأمم المتحدة، مدعوة لوقف هذا الكبان المارد، وكل أشكال التعاون والتسويق وتصعيد الإجراءات العقابية في حقه ، مع العمل على جلب قادته من مجرمي الحرب، إلى المحاكم الدولية لمحاسبتكم على جرائمهم ضد الإنسانية .
“حماس” قدمت مبادرات لترامب لجعل المسار التفاوضي جاد ليتوقف شلال الدم
وأضاف يوسف حمدان، بأنه طوال عامين من العدوان حرصت الحركة على التعامل الإيجابي والمسؤول والجاد مع كل جولات المفاوضات، عبر الوسطاء مع الاحتلال، للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق نار يؤدي إلى انسحاب الاحتلال وفتح المعابر، وصولا لصفقة تبادل أسرى جادة تنتهي بوقف دائم للعدوان ، يلتزم فيه الطرفان بوقف الاشتباك لمدة زمنية متوسطة، أو طويلة، نتوافق عليها بضمانات دولية ضمن رؤية شاملة واضحة.
واشار في ذات السياق، ورغم سلوك الإحتلال المخاذل والمخادع والانقلابي، على ما يتم الاتفاق عليه، إلا أن الحركة واصلت التعاطي الإيجابي مع الوسطاء، حرصاً على وقف العدوان وجرائم الإبادة وقطع الطريق على مشروع اليمين المتطرف، الذي يقوده النتن ياهو، بتهجير شعبنا وتدمير غزة كمدخل لشطب القضية الفلسطينية.
واوضح المتحدث، بأن الوسطاء الأشقاء القطرين والمصرين، باتوا على قناعة بأن المعطل لهذا المسار، هو الاحتلال الذي يستخدم عملية المفاوضات كغطاء لاستمرار جرائمه، كان لابد من تحميل الإدارة الأمريكية مسؤوليتها كطرف ضامن قادر على إلزام الاحتلال ، بما يتم التوافق عليه وقد استجابت الحركة في أكثر من مرة للمطالب والمقترحات الأمريكية في هذا السياق، حيث قدمت مبادرات بين يدي زيارة الرئيس الأمريكي ترامب، للمنطقة العربية من شأنها مساعدة الطرف الأمريكي ، على جعل هذا المسار التفاوضي ، ذي جدوى حقيقية ويتوقف بموجبه شلال الدم النازف ، على يد الاحتلال وجرائم التهجير والتجويع والإبادة الجماعية.
ومع ذلك لم يتوقف الاحتلال عن التهرب من استحقاقات الاقتراحات، التي توافق عليها الحركة بغطاء وتواطئ أمريكي، وكان آخرها موافقة الحركة دون شرط أو قيد، على مقترح أمريكي إسرائيلي حمله الوسطاء ، طالبين موافقة حماس عليه خلال ساعات معدودة.
الإحتلال ماض في عدوانه التوسعي والمفاوضات مجرد وسيلة للإلهاء
وذكر القيادي في حركة حماس، أنه ورغم موافقة الحركة عليه وتمتين موقف الحركة بموقف فصائلي جامع، إلا أن الاحتلال تجاهله تمامًا ومضى في عدوانه وتنفيذ مخطط اجتياح غزة وتهجير أهله، الأمر الذي أكد مجدداً لجميع الأطراف، بأن الاحتلال لا يريد الوصول إلى وقف العدوان، مهما كان موقف الحركة من هذا المسار ، وأن هدف الاحتلال هو المضي في عدوانه ومشروعه التوسعي حتى النهاية، وأن المفاوضات مجرد وسيلة لإشغال الرأي العام وتبرير سياسي إعلامي ، لاستدامة العدوان وأن الموقف الأمريكي يخدم موقف الاحتلال ليس أكثر.
حيث في مطلع شهر سبتمبر الحالي، وبينما وفد الحركة المفاوض المستضاف في قطر يدرس مقترحا أمريكياً جديداً ، تقدم به الوسطاء فوجئ الجميع باعتداء الاحتلال العسكري، ومحاولة اغتيال الوفد المفاوض، على أرض الدولة المستضيفة للمفاوضات أثناء مناقشة المقترح الأمريكي.
الإعتداء على وفد حماس بقطر بمثابة إطلاق رصاصة قاتلة على العملية التفاوضية
وإعتبر المتحدث، بأن هذه الجريمة المركبة والاعتداء السافر ، على وفد الحركة بمثابة إطلق رصاصة قاتلة، على العملية التفاوضية، برمتها وعلى ثقة الوسطاء المصريين والقطرين بالدور الأمريكي، الذي يفترض أن يوفر رعاية وحماية لهذا المسار، وإذ به يتورط بهذه الجريمة ، من خلال سكوته وقبوله بتنفيذ عملية اغتيال وعدوان ، على وسيط تفاوضي تعتبره الإدارة الأمريكية حليف استراتيجي، وبالتالي فالمشكلة الآن ليست مع المقترحات ولا مع موقف حماس، من هذا العرض أو ذاك ، بل اعمق وأبعد من ذلك بكثير ، الأمر الذي يمس الدور القطري تجاه ملفات الوساطة والنزاع في المنطقة، ولذلك فإن الوسطاء قبل حركة حماس، يحتاجون موقفًا واضحًا من الإدارة الأمريكية، يقطع مع هذه الحالة من التماهي، مع الموقف الإسرائيلي، وتبرير وتبييض جرائمه ، حتى يكون لعملية التفاوض معنى وجدوى، وتؤدي في النهاية لوقف العدوان وجرائم الإبادة الجماعية.
يجب على الإدارة الأمريكية تحمل مسؤوليتها كوسيط ضامن وليس وكيلاً لما يريده الاحتلال
وافاد في ذات السياق، بأن موقف الحركة من المفاوضات ، واضح ومن الدور الأمريكي المتواطئ مع الاحتلال أوضح، والمطلوب هو خطوات عملية من الإدارة الأمريكية لاستئناف هذا المسار ، بدلا من المواصلة في القفز عما جرى خلال عامين وما انتهى له المسار ، وبات المطلوب تحمل الإدارة الأمريكية مسؤوليتها كوسيط وضامن حقيقي ، وليس وكيلاً لما يريده الاحتلال، وبالتالي نحن مستمرون في المشاورات، وتقدير الموقف مع الوسطاء وفصائل المقاومة، ونعمل بكل حرص ومسؤولية لتعزيز صمود شعبنا، والتصدي للإحتلال، وأولويتنا هي إيقاف العدوان من خلال كافة المسارات.
نادية حدار