كشف محمد بوزيان، المدير العام للديوان الوطني للأوقاف والزكاة، عن إطلاق منصة “النظارة”، التي تمثل نقلة نوعية في تسيير وإدارة الأوقاف على المستوى الوطني، من خلال إدماج التكنولوجيا الرقمية لضمان شفافية أكبر وتحسين آليات المتابعة والاستثمار.
76 بالمائة من الأوقاف الجزائرية تحت الرقمنة
وأوضح بوزيان، أن هذه المنصة الرقمية أصبحت تغطي حاليًا 76 بالمائة من الأوقاف الجزائرية التي تم حوزها وإدراجها ورقمنتها ضمن النظام الوطني، مشيرًا إلى أن العملية مستمرة لتشمل باقي الأملاك الوقفية تدريجيًا. ويشمل هذا النظام توثيق الأوقاف بعقود الإيجار التحليلية، مما يسمح بمتابعة دقيقة للمعاملات المالية والإدارية المرتبطة بها، بالإضافة إلى تسجيل معلومات مفصلة عن المستفيدين والمؤجرين لهذه الأوقاف. وأضاف المدير العام، أن هذه الرقمنة لا تقتصر فقط على حصر الأملاك الوقفية، بل تهدف أيضًا إلى تحسين إدارتها وزيادة مردوديتها، من خلال توفير قاعدة بيانات دقيقة وحديثة تسهّل عمليات اتخاذ القرار وتوجه الاستثمار بشكل أكثر فعالية.
أكثر من 5000 ملك وقفي تحت إدارة الديوان
وأشار بوزيان، إلى أن المنصة تساهم بشكل فعال في ضبط الحصائل السنوية للأوقاف، سواء من الناحية المالية أو العقارية، حيث بلغ العدد الإجمالي للأملاك الوقفية المسجلة في النظام حتى الآن أكثر من 5000 ملك وقفي، تم تحويلها إلى الديوان الوطني للأوقاف والزكاة للإشراف على إدارتها واستثمارها بطرق تضمن الاستفادة المثلى منها. وأوضح أن هذه العملية تساعد في تحديد العوائد المالية السنوية للأوقاف، مما يسمح بتوجيه هذه الموارد لدعم مشاريع تنموية واجتماعية، وفقًا لاستراتيجية واضحة تهدف إلى تعزيز دور الأوقاف كرافد اقتصادي هام.
نحو حوكمة رقمية شاملة للأوقاف
وأكد المدير العام، أن منصة “النظارة” ليست مجرد أداة إدارية، بل تعد جزءًا من رؤية شاملة للتحول الرقمي في تسيير الأوقاف، حيث تسعى إلى تبسيط الإجراءات، تعزيز الشفافية، وتحسين كفاءة استغلال الأوقاف، بما يتماشى مع التطورات التكنولوجية الحديثة. كما شدد على أن هذه الرقمنة، ستساعد على تحقيق التكامل بين مختلف الجهات الفاعلة في مجال الأوقاف والزكاة، من خلال توفير بيانات دقيقة ومحدثة تتيح للمؤسسات والشركاء الاستفادة من هذه الأوقاف في مشاريع ذات بعد اقتصادي واجتماعي.
نحو مستقبل مستدام للأوقاف
واختتم بوزيان بالتأكيد، على أن الديوان الوطني للأوقاف والزكاة يعمل على استكمال رقمنة جميع الأملاك الوقفية في الجزائر، بهدف الوصول إلى إدارة رقمية شاملة للأوقاف، تتيح تحقيق أقصى استفادة ممكنة منها، وتساهم في تعزيز التنمية المحلية، ودعم الفئات المحتاجة، والاستثمار في مشاريع مستدامة، بما يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية للدولة في هذا المجال.
إيمان عبروس