يعتبر إضراب الثمانية أيام، الذي بدأ في 28 يناير 1957، واحداً من أبرز المحطات في مسيرة نضال الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي.
هذا الإضراب لم يكن مجرد حركة احتجاجية ضد الاستعمار، بل كان بداية مرحلة جديدة في الوعي الوطني، حيث تجسدت فيه روح الوحدة والتضحية من جميع أطياف الشعب الجزائري، بما في ذلك التجار والحرفيين. واختارت المنظمة الجزائرية للتجارة والاستثمار الاجتماعي، أن تكون جزءاً من إحياء ذكرى هذا الإضراب من خلال تنظيم الفعالية الـ68 لهذه المناسبة في المتحف الوطني للمجاهد، تحت رعاية وزارة المجاهدين. وتعد هذه الفعالية، فرصة هامة لتسليط الضوء على مراحل هذا الإضراب العظيم ودوره في النضال الجزائري. وفي تصريح خص به الموعد اليومي، أكد جابر بن سيدرة رئيس المنظمة الجزائرية للتجارة والاستثمار الاجتماعي أن المنظمة تسعى من خلال هذه الفعالية إلى تسليط الضوء على أهمية إضراب الـ8 أيام الذي وقع في عام 1957، وشارك فيه الشعب الجزائري بشكل كامل، سواء في الداخل أو في الخارج. وذكر بن سديرة، أن الإضراب كان علامة فارقة في تاريخ الجزائر، حيث أظهر الشعب الجزائري تضامنه ورفضه للوجود الاستعماري، وخاصة دور الجالية الجزائرية في فرنسا، التي أضرب أكثر من 300 ألف عامل فيها، ما أثر بشكل كبير على الاقتصاد الفرنسي آنذاك. وأضاف بن سيدرة، أن المنظمة اختارت تنظيم الفعالية هذه السنة تحت الرعاية السامية لوزارة المجاهدين، وبحضور ممثلين عن الأسرة الثورية والهيئات الرسمية، في خطوة تهدف إلى تعزيز الوعي بتاريخ الإضراب وتخليد ذكرى الشهداء الذين ضحوا في سبيل الاستقلال. كما تحدث عن “وسام التاجر الصدوق الأمين” الذي تم تكريمه للمجاهدين من التجار والحرفيين، مشيرًا إلى أن هذا التكريم يأتي في إطار التذكير بدور هؤلاء في دعم الاقتصاد الوطني بعد الاستقلال، من خلال توفير البضائع بأسعار عادلة والقيام بمبادرات اجتماعية وخيرية. وفي ختام التصريح، أكد بن سيدرة أن المنظمة ستنظم قافلة تجوب أنحاء الجزائر لمدة 8 أيام، مع عقد 12 لقاء جهويا لزيادة الوعي بين المواطنين حول أهمية هذا الإضراب التاريخي، ودوره في تسليط الضوء على القضية الجزائرية في المحافل الدولية.
تغطية: إيمان عبروس