إضافة إلى أرقام صادمة حول الإرهاب في تونس… ليبيا تكبد تونس خسائر فادحــة

elmaouid

كشف عبد الله ساي، ممثل البنك الدولي في تونس، أن البلاد تخسر حوالي 800 مليون دولار سنويا كتأثير مباشر للأزمة الليبية على الطلب وآفاق الاستثمار. ووفقا لدراسة أعدها البنك الدولي حول “تونس-ليبيا”، الجمعة الماضي، فإن الأزمة الليبية في 2011 أثرت على رقم معاملات المؤسسات التونسية المستثمرة بليبيا والمصدرة.

وشملت هذه الخسارة أيضا المؤسسات غير المرتبطة اقتصاديا بصفة مباشرة مع ليبيا بسبب غياب الرؤية وخوفها وعدم تأكدها من سلامة مناخ الاستثمار والأعمال على المستوى الإقليمي. وكشفت الدراسة كذلك تفاقم التجارة الموازية منذ الأزمة في البلدين نظرا لعدم إحكام السيطرة على المناطق الحدودية بينهما.وبين البنك الدولي أن تهريب البنزين من ليبيا نحو تونس أدى الى خسارة 500 مليون لتر سنويا ما يعادل 17٪ ما تسبب بخسارة للبلدين. على مستوى الميزانية في ليبيا وعلى مستوى المداخيل الجبائية لتونس.وشدد ممثل البنك لدولي في تونس على ضرورة أن تعمل تونس وليبيا معا بانسجام تام وتسعيان لتوافق سياسات البلدين للتحكم في المخاطر الناتجة عن الاضطرابات في كلا البلدين.

وبحسب الأرقام الرسمية لوزارة التجارة، فقد تراجعت المبادلات التجارية الثنائية بين تونس وليبيا بأكثر من 75٪ نتيجة التوقف الكامل لأنشطة أكثر من مائة مؤسسة تونسية كانت تعمل بصفة كلية مع السوق الليبية. كما قامت أكثر من ألف شركة بإعادة برامجها التصديرية والإنتاجية، التي كانت موجهة في العادة نحو طرابلس بسبب الأوضاع الأمنية.هذا وكانت ليبيا تمد تونس بأكثر من 25٪ من احتياجاتها من الوقود، بأسعار تفضيلية.من جانب اخر  أكدت إحصائيات رسمية أن الفترة الممتدة خلال العشرة أشهر الأولى من سنة 2016 أي بين 1 يناير 2016 و30 أكتوبر الماضي سجلت حوالي 1118 قضية إرهاب مقابل 1035 خلال نفس الفترة من سنة 2015.وأشارت إحصائيات لوزارة الداخلية أن عدد القضايا التي تمت مباشرتها من أجل الانتماء إلى خلية إرهابية خلال الفترة المذكورة من سنة 2016 ما قدره 3381 مقابل 1945 في ذات الفترة من سنة 2015 أي بارتفاع بنسبة 42.4 بالمائة.كما بلغ عدد الخلايا الإرهابية النائمة التي تم تفكيكها خلال العشرة أشهر الأولى من سنة 2016 ما قدره 160 خلية إرهابية مقابل 90 في السنة الماضية.وتواصل السلطات التونسية، بصفة يومية تتبع وتعقب الإرهابيين، سواء في الجبال من خلال قصف يكاد يكون دوريا للجبال المحاذية للحدود مع الجزائر، في محافظتي الكاف والقصرين، أو عبر الكشف عن الخلايا الإرهابية ومخازن السلاح. كما تشهد البلاد نقاشا إعلاميا ومجتمعيا حول كيفية التعاطي مع العودة المتوقعة للآلاف من المتطرفين، الذين قاتلوا في صفوف الجماعات الإرهابية، في بؤر التوتر في سوريا والعراق وليبيا، والذي يقدر عددهم بين 4 و5 آلاف، تمثل عودتهم خطرا على الاستقرار وعلى استمرار مسار الانتقال الديمقراطي.