إرشادات في كيفية وتوقيت اعادة التشجير.. محافظة غابات العاصمة تقيم خسائر حرائق تيزي وزو

إرشادات في كيفية وتوقيت اعادة التشجير.. محافظة غابات العاصمة تقيم خسائر حرائق تيزي وزو

سارعت محافظة الغابات لولاية الجزائر الى التنقل الى ولاية تيزي وزو في إطار مبادرات التضامن وتجاوز تبعات الحرائق التي أتت على الاخضر واليابس وادت الى هلاك الزرع  والحيوان و تسجيل ضحايا في الأرواح البشرية ،وشاركت في عملية تقييم الخسائر التي كانت كارثية على المنطقة، في وقت طالبت فيه وزارة البيئة الى التريث قبل الشروع في التشجير وإعادة بعث الحياة بجبال الولاية باعتباران شهر اوت يتميز بحرارة شديدة لن تقوى الشتلات على مقاومة الجو القاسي كما دعت الجمعيات النشطة في المجال الى انتظار التوقيت المناسب الذي تتعافي فيه التربة لغرس الاشجار  واعادة الغطاء النباتي الى سابق عهده.

شاركت محافظة الغابات لولاية الجزائر بالتنسيق مع اطارات الغابات بتيبازة والفرع الفلاحي الاربعاء ناث براثن وجمعية النحالين لذات المنطقة وكذا لجنة قرية ثوريرث مقران لليوم الثالث على التوالي بولاية تيزي وزو في عملية إحصاء وتقييم الأضرار التي لحقت بالإنتاج الفلاحي والحيواني من الحرائق الاجرامية التي شهدتها المنطقة في هذه الأيام الأخيرة لتعويض المتضررين،حيث انتهت الى تسجيل كوارث حقيقية تمثلت في حصيلة أولية في تدمير أكثر من 25000 هكتارمن الغطاء النباتي، بما في ذلك 8800 هكتار من أشجار الفاكهة وأشجار الزيتون و 10880 رأس من الماشية، في 16 بلدية  (المجترات الكبيرة، المجترات الصغيرة والدواجن)،كما دمرت الحرائق أكثر من 8000 هكتار من أشجار الزيتون لوحدها و 800 هكتار أخرى من أشجار الفاكهة المختلفة ،نفوق 10880 حيوان مزرعة،  أكثر من 200 الف رأس من الماشية، و 300 رأس من الأغنام، و 380 ماعز، و 100000 من الدواجن (دجاج اللاحم والدجاج البياض) ، احتراق أكثر من 10000 خلية نحل و 60 مبنى لتربية الدواجن و 35 مبنى كبير لتربية الحيوانات المجترة (اسطبلات)، تضرر بصفة كبيرة 11 مصنع صغير للحلي و بصفة خاصة للفضة و حوالي 22 معصرة للزيتون و 57 ورشة لأواني الفخار و 22 ورشة للألبسة التقليدية، تضرر ما بين كبير و كبير جدا لـ 64 منزل و منزل كبير للخواص و احتراق جزئي او كلي لـ 123 مرفق عام.

في المقابل دعت وزارة البيئة التي عقدت اجتماعا لاعادة الحياة الى المساحات الضائعة من الغطاء النباتي الى التريث قبل الشروع في اعادة التشجير وأوضحت ان شهر اوت هو احر شهر ويعتبر أسوء وقت لغرس الاشجار لان الشتلات لا تستطيع أن تقاوم العوامل المناخية وأية جهود مبذولة في المجال ستكون دون فائدة لهذا يستحسن انتظار فصل الخريف مع احترام المجموعات النباتية البرية الأصلية والأنواع الواطنة والتركيز على الترميم البيئي وتجنب كل الأنواع غير المحلية والتي غالبا ما تكون غير متاقلمة اوحتى مجتاحة وضارة مثل الكاليتوس.

من جهتهم حرص المدافعون عن البيئة على تقديم جملة من الارشادات للراغبين في المساهمة في تشجير الغابات المحترقة اذ ان الغابة التي تدمر النيران بنيتها التحتية تصبح غير صالحة لعيش الكائنات الحية فيها ما يتطلب سنوات لتعافيها، تختلف هذه المدة اعتمادا على شدة الحريق، درجته ومساحته،وعند تعافي التربة تتجدد النباتات والاشجار والحيوانات طبيعيا فتعود الحياة في الاراضي المحترقة من جديد وتنبعث الاشجار من البذور المتساقطة على الأرض والتي عملت درجات الحرارة المرتفعة على فتح الحاويات التي تحميها كالصنوبر مثلا،فتنشأ غابات جديدة بعد الحرائق لانطلاق الملايين من البذور التي يحملها الهواء الساخن بفعل النيران لهذا لا يمكن الانطلاق مباشرة في عمليات تشجير المناطق المحترقة، بل يجب ان تبقى على حالها حتى تتعافى كليا وتبني نفسها من جديد كي لا يحدث اختلال في النظم البيئية وشبكاتها والتي تكون اكثر هشاشة واقل مقاومة من سابقتها،لكن ولتسريع العملية يمكن للانسان ان يتدخل وذلك بتهيئة الارض المحترقة لكن الامر يطلب مختصين ولا يمكن للعامة القيام بذلك.

اسراء ا