مبدعون يتحدثون لـ "الموعد اليومي" عن الطبعة الـ 28 لمعرض الكتاب الدولي:

إجماع على نجاح بكل المقاييس

إجماع على نجاح بكل المقاييس

عرفت الطبعة الـ 28 للصالون الدولي للكتاب، مشاركة كبيرة لعدة دور نشر عربية وأجنبية وأيضا دور نشر جزائرية قدمت من عدة ولايات من الوطن، زينت أجنحتها بعدة عناوين مست مختلف المجالات.

وعن هذه الطبعة لعام 2025، تحدثت “الموعد اليومي” إلى بعض المبدعين في مجال الكتابة الأدبية، نعرض عليكم تفاصيلها في هذا الموضوع…

حورية آيت إيزم… تنظيم محكم واقبال قياسي

كان انطباعي إيجابيا، حيث لاحظت وأنا أدخل من أوسع أبواب قصر المعارض، التنظيم المحكم والكم الكبير من الزوار والإقبال الكبير للقراء على دور النشر واقتناء الكتب بمختلف عناوينها.

وقد تزامن افتتاح المعرض مع عطلة الخريف المتزامنة بدورها مع غرة نوفمبر، مما ساهم في اقبال الطلبة، كما كانت هناك ندوات تاريخية وتوقيع كتب تميزت بالطابع الثوري، إلى جانب حضور عدة وجوه أدبية وثقافية مميزة من خارج الوطن.

 

بريك الله حبيب… الكتاب العلمي والأكاديمي المتخصص لم ينل حظه

أعتقد أن المعرض الدولي للكتاب في طبعته 28 عرف الكثير من الاقبال اللا مشهود خاصة في الأيام الأولى والتي صادفت عطلة الخريف القصيرة بحكم تفرغ الأسر الجزائرية في مثل هكذا مواعيد، وكان الإقبال متنوعا على مختلف العناوين التي شهدتها أروقة المعرض، غير أن ما ميز هذه الطبعة هو الإقبال الكبير على عناوين سطحية في مجال الرواية التي تتميز بطابع الرعب والخوف والغيبيات وكذلك الروايات التي تميزت بالتشويق وبعض العناوين الغريبة.  أعتقد أن الكتاب العلمي والأكاديمي المتخصص لم ينل حظا وافرا من الإقبال هذا العام بسبب هذا النوع من الكتابة الجديد والغريب.

 

لخضر بن يوسف… “سيلا 2025” هو نجاح بالأرقام والإقبال

يمكن تقديم تقييم عام للطبعة الـ 28 لصالون الجزائر الدولي للكتاب (سيلا 2025) على أنه حدث ثقافي كبير وناجح، وقد تميز بعدة جوانب إيجابية سجلتها من خلال ما وقفت عليه. البداية كانت بتسجيل مشاركة قياسية وواسعة، حيث وصل العدد إلى 1254 عارضًا من 49 دولة، وهو رقم يُسجل لأول مرة.. كما بلغ عدد العناوين المعروضة حوالي 240 ألف عنوان.

وسجل المعرض انطلاقة قوية مع توافد أعداد كبيرة من عشاق القراءة، مع حديث عن “المصالحة بين الشباب والكتاب”، ولوحظ إقبال كبير على كتب الفلسفة والروايات، مما يعكس اهتماماً متزايداً بالكتب الفكرية، التميز هذه السنة هو في التنظيم المحكم والبرنامج الثقافي الثري. وجاءت الدورة تحت شعار “الكتاب… ملتقى الثقافات”، وهو شعار يعكس دور الكتاب كوسيلة للتواصل بين الأجيال والثقافات وأراه شخصيا شعارا جذابا ومحفزا، فيه الكثير من الحركية والاستمرارية.  وبشكل عام “سيلا 2025” حدث ثقافي هام يثبت مرة أخرى دور الجزائر كملتقى للثقافات ومركز إشعاع فكري في المنطقة بما في ذلك الأجواء العامة والمشاركة القياسية.

الطيب صياد… مكسب يجب أن نرعاه بتطويره وإصلاحه

زرت المعرض الدولي للكتاب هذا العام في اليومين الأولين فقط، وذلك لاستلام نسخ من روايتي الجديدة “صورة الأنبياء” الصادرة عن دار أدليس، وتوقيع بعضها لمجموعة من القراء، ولكن حضوري في المعرض يعود إلى سنة 2006 ومنذ ذلك العام وأنا أزوره باستمرار دون انقطاع، وبدا لي هذه المرة أن هناك انخفاضا واضحا في عدد زواره، وانخفاضا آخرا في عملية اقتناء الكتب. هذا الأمر قد يعود في نظري إلى ارتفاع أسعار الكتب نتيجة غلاء سعر الأوراق وعمليات الطبع، ومن جانب آخر؛ لم تتطور أساليب دور النشر الجزائرية في مسألة التسويق وجذب انتباه شرائح القراء لإصداراتهم، كان يفترض الاستفادة من تكنولوجيا التسويق الإلكتروني التي تتوزع على عدة أدوات ذكية يمكنها الوصول بدقة وبسرعة إلى أكبر حجم من جمهور القراء، مع الاستفادة من برامج الذكاء الاصطناعي في تصميم الإعلانات، ولم يحدث ذلك إلا في مستوى محدود جدا، فيما تقدمت دور النشر الأجنبية العربية وغيرها في هذا المجال كثيرا، أما البرنامج الأدبي الثقافي المُصاحِب للمعرِض؛ فهو دون المستوى، هناك تكرار مستمر لموضوعات ومتحدثين طيلة سنوات عديدة، الجزائر تمتلك خزَّانًا هائلا من المبدعين الشباب في الأدب والفكر والفلسفة والفنون، لكن نحن لا نجدهم في هذا المحفل الكبير. فلماذا لا تجدد الجهات المنظمة قوائمها لتكتشف أن بلدنا تزخر بكنوز معرفية لا حصر لها؟ هناك غياب أيضًا للوصلات الفنية التي كان ينبغي في نظري أن تزين أيام المعرض، مثلا: عروض مسرحية، حفلات موسيقية، معارض فن تشكيلي وغيرها، وهذا ينبغي إدراجه في الطبعات القادمة، كما أنبه أيضًا لضرورة فتح المجال لحضور الترجمة وفن القصة خلال هذه المناسبة، والجزائر برصيدها الأدبي الطويل يجب أن تصدّر آدابها إلى الأمم الأخرى ولن يكون ذلك إلا عن طريق الترجمة. إن معرض الجزائر الدولي للكتاب هو مكسب وطني وعالمي يجب أن نرعاه بتطويره وإصلاحه كل مرة.

كلمتهم: حاء\ع