إجماع على إبداع واسيني الأعرج.. “ليالي إيزيس كوبيا” رواية لامست الوجدان

إجماع على إبداع واسيني الأعرج.. “ليالي إيزيس كوبيا” رواية لامست الوجدان

يحفل التاريخ بقصص مؤلمة للكثير من المبدعين الذين عانوا، إما من ضنك العيش؛ وإما من قساوة الظروف وظلم البشر، ولكن غالبيتها يتراكم فوقها غبار النسيان؛ في حين يتحول القليل منها إلى سطور وكلمات لتوثيقها وسردها للأجيال اللاحقة؛ من بينها قصة الأديبة الكبيرة ميّ زيادة؛ التي حوَّلها الكاتب واسيني الأعرج إلى رواية بعنوان “ميّ.. ليالي إيزيس كوبيا”، والتي صدرت لأول مرة عن دار “موفم” للنشر في الجزائر 2017، ودخلت في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2019.

في هذه الرواية يسلِّط الكاتبُ الضوءَ على المعاناة التي قاسَت منها ميّ زيادة، وحالة الضعف والكآبة والحزن التي عاشتها بعد وفاة والديها، ومن ثم تعرّضها للظلم والخداع على يد من حولها، وزجِّها في غياهب مصحٍّ للأمراض العقلية وهي التي عُرفت برجاحة العقل، وذلك بهدف الاستيلاء على ثروتها بعد أن دفعوها إلى التوقيع على توكيل كامل لإدارة أموالها وممتلكاتها؛ مستغلين الأوضاع الصعبة التي كانت تمرُّ بها حينذاك، ولكن الحق ينتصر دوماً، وهو ما حدث لاحقاً مع ميّ بمساعدة بعض الخيِّرين الذين ساندوها في محنتها تلك.

الرواية لامست وجدان القراء الذين تضامنوا مع الأديبة الراحلة بمقدار إعجابهم بهذا العمل الروائي، وها هي إحدى القارئات تعبر عن امتنانها للكاتب بالقول ليومية “الخليج”: “كل الشكر لواسيني الأعرج، ولدار النشر أيضاً، ولكل من ساهم في إنجاز هذا الكتاب وإخراجه للنور؛ لنعرف الحقيقة. صاحب الحق والحقيقة سينتصر مهما تكالبت عليه النوائب والمؤامرات. الرحمة والسلام لروح ميّ الرقيقة”.

تقول قارئة أخرى: إن “الكاتب يستحق الشكر والثناء الكبيرين على كل المجهود الذي بذله في سبيل العثور على نسخة (ليالي العصفورية) المفقودة من بين مؤلفات ميّ زيادة. الرواية جميلة جداً، والأسلوب الأدبي أجمل”، في حين تُبدي إحدى القارئات تأثرها البالغ بالرواية، فتقول: إن “الرواية تركتني في حالة بؤس شديد؛ خاصة أن ميّ زيادة عاشت فعلاً، وكانت امرأة نابغة في عصر حكمهُ الرجال، وكانت سابقة لزمانها بعلمها وثقافتها”.

“المذكَّرات هشَّة كغيمة.. كهشاشة قلوبنا”؛ بهذه العبارة تتحدث إحدى القارئات عن الرواية، وتردف قائلةً: “لا أدري إن كان من الإنصاف قول كلمة (رائع) عن الكتاب الذي يروي مأساة ميّ وما آلت إليه حياتها من أقرب أحبائها، ولكنه كذلك يا ميّ، فالكتاب رائع بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ويتسنى لنا من خلاله التعرف إلى ميّ الشرقية، المحافظة، المتمردة، المعشوقة والعاشقة. إنه من الكتب التي لن أتردد بقراءتها مرة أخرى”.

تؤكد إحدى القارئات أن “الرواية جميلة جداً، وقد اندهشت من قدرة الكاتب على إقناعي بأنني أقرأ لمي زيادة نفسها، وأحسست بروحها متجسدة في كل كلمة؛ كما شعرت بالتعاطف معها”، وعلى نفس النسق يقول قارئ آخر إن الرواية “سلاح في وجه طغيان النسيان وهزيمة الذاكرة، والرواية مملوءة بالقيم الإنسانية والمتناقضات من خير وشر، وحب وكره، وصدق ونفاق، وهذا من خلال علاقة ميّ مع من أحبوها ووقفوا إلى جانبها، وكذلك مع من نسوها وتخلوا عنها وهي تعاني؛ كما أن الرواية محزنة جداً، ولكنها تحمل في طياتها الأمل. أمل الحب والتواصل والبقاء. كل الشكر للكاتب على هذا البحث القيِّم الذي قدَّمه لقرائه”.

ب/ص