الذكرى الـ 19 لرحيل مؤسس جريدة "الموعد" الأستاذ عبد القادر طالبي

إجماع على أن الراحل نقش اسمه من ذهب في قلوب الجزائريين

إجماع على أن الراحل نقش اسمه من ذهب في قلوب الجزائريين

في الرابع من شهر جانفي 2022، تكون قد مرت 19 سنة على رحيل الأستاذ الفذ مؤسس جريدة “الموعد” عبد القادر طالبي، هذا الإعلامي النادر الذي لم يقدر أحد أن يخلفه، وما زال الجزائريون يتذكرونه ويتذكرون برامجه القيمة التي جعلته إعلاميا كبيرا وعلامة فارقة في مختلف مجالات الإعلام.

فعن الراحل عبد القادر طالبي وفي ذكرى رحيله الـ 19 تذكّره بعض الإعلاميين وتحدثوا لنا عنه في هذا الموضوع.

 

ماسين حامية

الراحل عبد القادر طالبي من ركائز الصحافة الجزائرية التي نفتخر بها

اقترن اسم الراحل عبد القادر طالبي رحمه الله بالبرامج الترفيهية بالتلفزيون الجزائري، فكان الأب الروحي لها وبامتياز، قوة شخصيته وتمرسه مكناه من ولوج قلوب المشاهدين وبطريقة سلسة.

المرحوم عبد القادر طالبي إعلامي وصحفي من طينة الكبار، جمع بين الصحافة المكتوبة، الإذاعة والتلفزيون، فكان شاملا بتجاربه التي ملأ بها دنيا الإعلام الجزائري.

وبالنسبة لي فالراحل عبد القادر طالبي يعد واحدا من ركائز الصحافة الجزائرية التي نفتخر بها.

فألف رحمة تنزل على روحه الطاهرة مع كل من رحلوا عنا من الإعلاميين.

 

إلهام عشير

كان يتميز بالتلقائية والحيوية في التنشيط

لم يسعفني الحظ في التعرف على الراحل عبد القادر طالبي رحمه الله عن قرب، لكنني كنت أتابع مثل كل الجزائريين برنامجه الشهير “الألغاز الخمسة” الذي كان يبث كل يوم خميس، وكنت حينها أدرس بالمتوسطة وكنت معجبة بطريقة تنشيطه للحصة وحضوره الطاغي، وكان الراحل عبد القادر طالبي رحمه الله يتميز بالتلقائية والحيوية في التنشيط، يضفي جوا من المرح على البرنامج ويجبرك على انتظار كل عدد يقدمه، يستعمل لغة جميلة ولديه بحّة جميلة جدا في صوته، لبق ووسيم.

رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

 

إبراهيم صديقي

الراحل عبد القادر طالبي ظاهرة إعلامية خالصة

عبد القادر طالبي رحمه الله ظاهرة إعلامية جزائرية خالصة، وهو مسار طويل إذاعي وتلفزيوني حافل بالإنجاز الإعلامي، ولعل ما يميز هذا الراحل الكبير خصوبة الخاطر، فهو المبادر بالأفكار الجديدة ليصنع بها برامج تشد المتلقي وتساهم بسرعة فائقة في صنع المشهد الإعلامي الجزائري.

عبد القادر طالبي رحمه الله مع حسه المهني وكفاءته في الأداء حباه الله عز وجل  بصوت عذب آخاذ، ومظهر جميل رائق، وخفة روح طافحة، مما حبب فيه الناس وضاعف معجبيه، وهو إلى جانب ذلك طاقة هائلة في العمل الدؤوب لا يهدأ ولا يمل.

لقد رافق سي عبد القادر طالبي رحمه الله المبتدئين في الإذاعة والتلفزيون، ولم يبخل بالعون والتوجيه ومساعدة الوافدين وهم يشهدون إلى اليوم بفضله وحسن صنيعه، ويبقى برنامجه الرائع “الألغاز الخمسة” شاهدا على براعة هذا النجم الكبير رحمه الله.

 

جعفر بلال

عبد القادر طالبي له كاريزما وأناقة لافتة

قال لا يمكن لأي كان أن يدعي أنه صاحب الفضل، الإعلامي بلال جعفر يؤكد لـ  “الموعد اليومي”: “تاج القرآن الكريم” عمل جماعي.. التجربة أبرزت مقرئين  جزائريين يتحصلون على جوائز دولية – الموعد

المرحوم عبد القادر طالبي رحمه الله أحد أعلام التنشيط التلفزيوني بالجزائر خصوصا فترة الثمانينيات، عمل بالإذاعة والتلفزيون منتجا ومنشطا لبرامج فنية عديدة استقطبت جمهورا واسعا من بينها “اخترت لك” و”الألغاز الخمسة”.

المرحوم عبد القادر طالبي كان له كاريزما وأناقة لافتة وتنشيط عفوي يخطف القلوب، ومن حين لآخر أعود إلى فيديوهاته على اليوتيوب لأتأمل كيف أن المقدم لا يكون منشطا بالصوت والصورة بل بالشخصية والفكر، فالمرحوم كان يتحمل عبء الإعداد والتقديم، وهذا نادر في وقتنا الحالي.

ولا يسعنا في ذكرى رحيله سوى الترحم على روحه الطاهرة.

 

جمال معافة

الراحل عبد القادر طالبي لديه مسار إعلامي مشرف

الراحل عبد القادر طالبي رحمه الله إنسان محترم ولديه مسار إعلامي مشرف، وللأسف لم أتعرف عليه عن قرب، لأنه غادر التلفزيون قبل التحاقي بهذه المؤسسة، وقد ترك بصمته من خلال الحصص التي نشطها خاصة برنامجه الشهير “الألغاز الخمسة” الذي كان عبارة عن حصة معرفية وتشجيعية هادفة استقطبت عددا كبيرا من المشاهدين.

كلمتهم: حورية/ ق

 

الأستاذ محمد جلطي مسؤول بدار العزة والكرامة للنشر والتوزيع:

الراحل عبد القادر طالبي شخصية متميزة يمثل لون الجزائر في عروبتها

مسؤول عن دار النشر “العزة والكرامة” للكتاب محمد جلطي يصرح لـ “الموعد  اليومي”: الاستعمال السلبي للأنترنت وراء العزوف عن المطالعة – الموعد

الإذاعي عبد القادر طالبي رحمه الله البشوش، المثقف والطبيب النفسي الذي يعرف كيف يدخل قلوب المستمعين من خلال برامجه الفنية والثقافية بالإذاعة الوطنية أو عبر التلفزيون، أكرمه الله بصوت جهوري ذهبي، له أسلوبه الخاص لمخاطبة المستمع والمشاهد.

كانت العائلة الجزائرية تنتظره بشغف سهرة كل خميس في برنامجه المحبوب “الألغاز الخمسة” وبرنامج “ألحان وشباب” أمسية كل جمعة، كما أتيحت لي في وقت سابق الفرصة أين استدعتني الإذاعة المغربية وتحدثت عن الراحل عبد القادر طالبي رحمه الله وعن أعماله القيمة بالإذاعة والتلفزيون، كان يلمّ شمل الأسرة المغاربية، وقد التقيته في حياته مرتين ورحب بي، مرة في الإذاعة ومرة أخرى بمقر جريدة “المساء”.

الراحل عبد القادر طالبي رحمه الله شخصية متميزة يمثل لون الجزائر في عروبته ووطنيته وحبه وإخلاصه لعمله.

والبرامج التي كان يقدمها كان لها ذوق رفيع من بينها “بين البارح واليوم” وهو برنامج إذاعي رائع يعطي مقاربة ما بين الماضي والحاضر، برنامج فني آخر عنوانه “تعالى معي” كان برنامجا جميلا جدا يقدم أغاني في منتهى الروعة والذوق الرفيع، كان يستضيف فنانين ومثقفين يحملون أفكارا تنمي الفكر وتسعد القلب.

وبفضل حنكته استطاع أن يؤسس جريدة “الموعد” التي وجد القارئ ضالته فيها، وقد أتيحت لي مؤخرا فرصة زيارة مقر جريدته واستقبلني ابنه أحسن استقبال وأيضا زوجته اللذان أكملا مشواره الإعلامي بعده.

 

الدكتور الإعلامي مراد بوشحيط

عبد القادر طالبي…. كما علق بذاكرتي وقلبي

لم التقِ بعبد القادر طالبي.. لكنه صنع مخيالي الإعلامي وحفر في ذاكرتي المصورة مكانة كبيرة، كنت طالبا في الثانوية حين كان يصول ويجول بين ألغازه بنبرة صوته الرخيم وطلته الشامخة ووجهه القريب من أعمامي وأخوالي وجيراني، ألفته وفوق كل ذلك أحببت فيه روحه الجميلة وأدبه العارم وقربه من الناس.

سيظل عبد القادر طالبي أيقونة الشاشة الجزائرية لأنه شخصية كاريزمية قلما تقدمها لنا الشاشات.

يستمد عبد القادر طالبي محبته التلفزيونية من أركان خمسة دائما وأبدا أعمدة رئيسية لبناء شخصية إعلامية وهي:

1- القبول لدى الجمهور

وهي منحة ربانية تعطى للأرواح الصافية، فيجدون أنفسهم في وفاق مع الناس مهما كانت مشاربهم وأعمارهم وثقافاتهم، وعبد القادر طالبي واحد من هؤلاء بمجرد ظهوره لأول مرة يدخل قلوب متابعيه لأنه صافٍ ونقي كما هو.

2-محبة الكاميرا لك وحبها له

وهي مسألة تقنية دقيقة لا يعرفها غير العارفين بدواليب العمل السمعي البصري

فكم من وجوه جميلة حد الوسامة رفضتها الكاميرا وكم من وجوه عادية تألقت وتفننت وبقت عالقة، وعبد القادر طالبي رحمه الله حسن الوجه تتسم تقاسيمه كما أذكرها بوضوح وهي ميزة تحبها الكاميرات فتخرج كل ما فيها من معان ورسائل.

أما الجزء الثاني من معادلة الحب هذه فمحبة المنشط التلفزيوني للكاميرا وهي مسألة نراها بوضوح في سلوك المرحوم حين تعانق نظراته أشعة الضوء الصادرة منها.

3- الثقافة الواسعة

فنحن أمام ظاهرة ثقافية لم تتكرر إلا في بعض الإعلاميين كالراحل سليمان بخليلي.

وعبد القادر طالبي إعلامي مثقف بدليل أنه أسس صرحا إعلاميا باق إلى اليوم.

4- الصوت والأداء

وهما عنصران مكملان لكنهما أساسيان لأنهما القناة التي توصل الرسائل.

وعبد القادر طالبي جمع ببساطة الأداء مع رونق النطق الجميل ومخارج الحروف السليمة والنفس العميق، فجاءت حصصه بهية في المنظر والصوت.

5- الأدب والاحترام

وهما نجمتان نضعهما فوق صدر حبيبنا الفقيد، فكم من مدعين في علم فلسفة ينقصهم الأدب والاحترام فسقطوا في بئر النسيان، أما عبد القادر طالبي رحمه الله فكان يحترم المرأة ويعطيها نصيبها ويحترم الرجل ويقدره ويحترم الأولاد فيثني عليهم، وكان يحترم العائلات البسيطة وكل سكان الجزائر بلا تفضيل أو تقزيم.

إن هذه الركائز الخمس هي من صنعت لنا رجلا إعلاميا صحفيا منشطا اسمه يبقى محفورا في ذاكرة كل الجزائريين وأنا واحد منهم.

 

كلمة لابد منها

وأنا أتحدث إلى الزملاء الإعلاميين عن الراحل عبد القادر طالبي رحمه الله في ذكرى وفاته الـ 19، التمست إجماع هؤلاء على أن الراحل علامة فارقة في مجال السمعي البصري بحصصه الهادفة التي استطاع من خلالها أن يجمع حولها العائلات الجزائرية.

حقا زملائي فأستاذي الراحل كان إعلاميا كبيرا ببرامجه الهادفة التي تخدم مجتمعه، حتى في الحصص الترفيهية كان حريصا جدا على تقديم ما ينفع الناس منها برنامج

“الألغاز الخمسة” الذي لم تنجز أي قناة تلفزيونية برنامجا مماثلا له، وبقي يخلد اسم صاحبه حتى الآن.

وأكيد سيبقى للأبد هذا البرنامج من أحسن البرامج التلفزيونية الترفيهية التي قدمها التلفزيون الجزائري للإعلامي النادر أستاذي الفاضل الراحل عبد القادر طالبي رحمه الله.

ولا يسعني في هذه الذكرى المؤلمة على قلوبنا سوى الترحم على روحه الطاهرة وأن يسكنه الله فسيح جناته، ونعدك أستاذي وأنت في دار الحق أننا على نهجك نواصل المسيرة.

حورية / ق