إثر غياب كل التدابير الوقائية.. “كوفيد 19” يتربص بالمصطافين بشواطئ بومرداس

إثر غياب كل التدابير الوقائية.. “كوفيد 19” يتربص بالمصطافين بشواطئ بومرداس

عرفت مختلف شواطئ ولاية بومرداس خاصة منها المسموحة للسباحة، منذ إعطاء إشارة افتتاح موسم الاصطياف لسنة 2020 الذي تأخر هذه السنة إلى غاية 15 أوت الفارط، بسبب انتشار جائحة “كورونا” بالجزائر، اقبالا كبيرا من المصطافين بعد معاناة هذه الولاية الساحلية الجميلة ببلدياتها العشرة السياحية على غرار دلس، بودواو، زموري، قورصو، بومرداس وسط…بسبب وباء “كوفيد 19” من سبات عميق أخّر موسم الاصطياف، حيث أصبحت هذه الأيام تعج بالحركة التي ألفتها كل صائفة، خاصة وأنها تعد من الولايات التي يفضل المصطافون من كل الولايات زيارتها نظرا لهدوئها وجمال بحارها، فترقيمات السيارات المختلفة توحي بوجود الكثير من العائلات التي ألفت قضاء عطلتها الصيفية بين أحضان طبيعتها وشواطئها الخلابة.

“الموعد اليومي” كانت لها جولة ميدانية إلى مختلف الشواطئ المنتشرة بولاية بومرداس على غرار “ليصالين” بدلس، “الصخرة” ببومرداس، “الرملة” بقورصو… فلاحظت التوافد الكبير للمصطافين عليها، ما يؤكد أن الولاية كل موسم اصطياف تستقطب الملايين من المصطافين من مختلف ولايات الوطن خاصة تيزي وزو، العاصمة، تيبازة، المسيلة… نظرا لطيبة سكانها من جهة وشواطئها العذراء التي امتزجت فيها زرقة مياه البحر الصافية مع اخضرار الطبيعة لما تزخر به من غطاء غابي بالقرب من تلك الفضاءات السياحية من جهة أخرى، بدليل أن الوافدين إليها تراهم يضربون في كل صائفة موعدا لقضاء أيام بين أحضان تلك الولاية السياحية.

ورغم قلة مرافق الاستقبال والإيواء بهذه الشواطئ في ظل غياب استثمار سياحي حقيقي، إلا أن ذلك لم يمنع العائلات من مختلف ولايات الوطن من قضاء عطلها الصيفية بهذه الولاية الساحلية والسياحية على حد سواء، حيث يقوم الزوار والمصطافون بكراء شقق وأحواش قد تتراوح أسعارها بين 2000 و4000 دج يوميا سواء بالقرب من الشواطئ أو بمركز البلدية، وهو ما جعل ظاهرة الكراء تنتعش في كل موسم اصطياف، بالإضافة إلى الحركة التجارية على الرغم من أن هذه السنة عرفت تراجعا بالمقارنة مع السنوات الفارطة بسبب الظروف الصعبة التي تمر بها الجزائر إثر تفشي جائحة “كوفيد 19”..

فتح 22 شاطئا مسموحا للسباحة منذ 15 أوت الفارط

عرف موسم الاصطياف لسنة 2020 بولاية بومرداس على غرار باقي ولايات الوطن تأخرا في الافتتاح بسبب انتشار فيروس “كورونا”، فبعدما كانت تعطي السلطات الولائية إشارة انطلاق كل موسم اصطياف في جوان من كل سنة، تأخر هذه السنة على غير العادة إلى غاية 15 أوت الفارط، أين تم فتح في وجه المصطافين 22 شاطئا مسموحا للسباحة فقط بدلا من 47 شاطئا، حيث سخرت ذات المصالح كل الإمكانيات اللازمة بما فيها البشرية والمادية من أجل إنجاح نصف موسم اصطياف مع احترام كل التدابير الوقائية من أجل مواجهة تفشي وباء “كوفيد 19” العالمي خاصة منها التباعد الاجتماعي، إلى جانب تسخير عناصر الأمن لفرض تلك الإجراءات على المصطافين مع تغريم كل المخالفين لها.

في حين توزعت الشواطئ المسموحة للسباحة التي تم فتح أبوابها في وجه المصطافين منذ 15 أوت الفارط على كل من بومرداس وسط التي تم فتح فيها 06 شواطئ، زموري 04 شواطئ، بودواو البحري 03 شواطئ وكاب جنات كذلك تم فتح فيها 03 شواطئ، وفتح شاطئ واحد فقط بكل من بلدية دلس، الثنية، قورصو، سيدي داود، أعفير ولقاطة.

مخطط أمني وقائي بسبب “كورونا”..

و800 عون لحراسة الشواطئ

سطرت مصالح أمن ولاية بومرداس بعد إعطاء إشارة انطلاق موسم اصطياف استثنائي في 15 أوت الفارط مخططا أمنيا وقائيا صارما بسبب تفشي فيروس “كورونا” يرمي إلى الالتزام بكل التدابير الوقائية على غرار ارتداء الكمامات، احترام مسافة التباعد الاجتماعي المقدرة بـ 01 متر إلى جانب تجنب التجمعات، وهذا حفاظا على الصحة العامة من جهة، وحماية المواطنين لتمكينهم الاستفادة من عطلتهم الصيفية بكل أريحية من جهة أخرى.

في حين سخرت ذات المصالح 800 عون لحراسة 22 شاطئا مسموحا للسباحة التي تم فتح أبوابها في وجه المصطافين خلال موسم الاصطياف 2020 الذي تأخر إلى غاية 15 أوت الفارط، إلى جانب تخصيص ما يقارب 50 شرطيا مدعما بكل الوسائل المادية والتقنية وكذا فرق الدراجات الهوائية والنارية عبر 22 شاطئا مسموحا وذلك للسهر على ضمان أمن وطمأنينة وراحة المواطنين وخدمة لهم خاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها الجزائر بسبب انتشار فيروس “كورونا”.

شواطئ بومرداس يقصدها مصطافون من كل ولايات الوطن

شهدنا خلال ذات الجولة الميدانية التي قادتنا إلى مختلف شواطئ ولاية بومرداس، إقبالا كبيرا للمصطافين من مختلف ولايات الوطن، وهذا ما أكدته لنا لوحات ترقيم السيارات التي تتنوع بين ولايات تيزي وزو، العاصمة، تيبازة، المسيلة وغيرها من الولايات الأخرى التي أصبح سكانها يتخذون من ولاية بومرداس في كل سنة مكانا مفضلا لهم لقضاء عطلتهم الصيفية نظرا لجمال بحارها وطيبة سكانها على حد سواء، أين عرفت مختلف شواطئها منذ افتتاح أبوابها ازدحاما شديدا من طرف هؤلاء الزوار الذين يقصدونها منذ الساعات الأولى من الصباح إلى غاية الساعة الثامنة ليلا ليتسنى لهم قضاء أكبر وقت ممكن في البحر، وهو ما أكده لنا السيد “مراد” من تيزي وزو، أين يأتي يوميا إلى شاطئ “ليصالين” بدلس صباحا مع أطفاله الذين يحبون هذا الشاطئ كثيرا نظرا لجماله و توفر كل مرافق الراحة فيه التي من شأنها أن تساهم في قضاء يوم جميل بعيدا عن المشاكل ونقص المرافق في شواطئ أخرى بولايات مجاورة لهم.

غياب تام للقواعد الصحية من انتشار فيروس “كورونا”

ما لاحظناه ونحن نتجول بمختلف الشواطئ التي تم فتح أبوابها في وجه المصطافين منذ 15 أوت الفارط، عدم اكتراث المصطافين كليا بالإجراءات الوقائية من تفشي وباء “كورونا” العالمي على الرغم من الحملات التحسيسية والتوعوية التي تقوم بها مختلف المصالح، غير أنه لا حياة لمن تنادي بدليل عدم التقيد بالتباعد رغم أن السلطات الولائية شددت قبل فتح هذه الشواطئ على ضرورة تطبيق البروتوكول الصحي الذي أقرته الحكومة لتفادي انتشار هذه الجائحة، غير أن المواطنين بمن فيهم المصطافون ضربوا قرارات الحكومة عرض الحائط، أين لم يكترثوا بذلك وفضلوا التمتع بالسباحة والاستجمام على الشواطئ.

وقد عاينت “الموعد اليومي” عددا من الشواطئ، أين بدا لنا جليا عدم احترام كل التدابير الوقائية من فيروس “كورونا” و على رأسها شرط التباعد، خاصة في نهاية الأسبوع حيث يكون الاكتظاظ كبيرا جدا، ومن الشواطئ التي زرناها “الشاطئ المركزي” بوسط مدينة بومرداس، الذي يشهد اكتظاظا على طول أيام الأسبوع، إذ يجتمع المصطافون دون احترام مسافة الامان، سواء وسط المياه أو على الرمال.

في حين كان لنا حديث مع بعض المصطافين عن سبب عدم احترامهم للقواعد الصحية من فيروس “كورونا”، أين أكدت لنا السيدة “منال” من وسط بومرداس أنها تأتي يوميا الى الشاطئ المركزي لأنه الأقرب إليهم، مضيفة أنها ملت كغيرها من المواطنين الآخرين من المنزل بعد 05 أشهر كاملة من قبوعها فيه بسبب الحجر الصحي إثر تفشي وباء “كورونا”، والآن بعد فتح الشواطئ ما كان علينا إلا الاستمتاع بالبحر هروبا من الفراغ والملل الذي عاشوه طيلة فترة الحجر الصحي.

في حين أكد مواطن آخر من دلس أنه يأتي يوميا رفقة أصدقائه إلى شاطئ “ليصالين” وأنه سعيد جدا بفتح الشواطئ بعد الضغط الكبير الذي خلفته أزمة كورونا طيلة 05 أشهر كاملة في الحجر المنزلي وبالتالي نستغل الوقت للاستجمام والاستمتاع قليلا، مؤكدا أنه لا يمكن أن يتسبب الازدحام في الشاطئ في انتقال المرض، خاصة أن ماء البحر من شأنه أن يقضي على الميكروبات.

وبين هذا وذاك، يبقى على جميع المواطنين على غرار المصطافين التقيد بكل الإجراءات الوقائية التي أقرتها الحكومة في إطار مجابهة تفشي فيروس “كورونا” العالمي كاحترام مسافة التباعد الجسدي، عدم التجمع في مكان واحد إلى جانب ارتداء الكمامات وذلك للحد من انتشار الوباء والعودة التدريجية للحياة الطبيعية.

غابة التسلية والترفيه بقورصو قبلة أخرى للعائلات

استعادت غابة التسلية والترفيه بقورصو، المتواجدة على بعد 3 كلم غرب مدينة بومرداس والمطلة على الساحل، بهاءها وبريقها المعهود وأيضا زوارها، بعد أن أغلقت أبوابها في وجه الزوار، منذ تفشي جائحة “كورونا”، كما أنها شهدت أشغال تهيئة وتجديد شاملة غيرت من شكلها وزادتها جمالا لتصبح قبلة أخرى كبيرة للعائلات منذ فتح أبوابها في 15 أوت الفارط، أين سجلت هي الأخرى منذ فتح أبوابها إقبالا كبيرا للعائلات خاصة في الفترة المسائية والليلية، مصحوبة بأطفالها الذين خلقوا جوا مميزا من خلال التجوال في الغابة، واللعب في مركب اللعب التابع لأحد الخواص المجاور للغابة.

وقد أبدت بعض العائلات بهذه المناسبة، سرورها البالغ الممزوج بالفرحة، لتواجدها بهذا الفضاء الترفيهي الرحب والجميل للراحة والتنزه، متمنية مساهمة الجميع في سبيل الحفاظ على هذا المكسب الثمين الذي أغلق أبوابه منذ تفشي جائحة كوفيد 19 ليتم فتحه مؤخرا في وجه العائلات، منبئة بعودة الحياة إلى طبيعتها في انتظار أن يثبت المواطن وعيا حقيقيا ومسؤولية لربح الرهان، أين تم نصب مع مدخل الغابة ملصقات تدعو من جهة إلى المحافظة على النظافة العامة ومن جهة أخرى إلى التقيد بإجراءات الوقاية من فيروس “كورونا” كالتباعد الجسدي وارتداء الكمامات.

شواطئ تغرق في النفايات

تشهد شواطئ ولاية بومرداس منذ افتتاح موسم اصطياف 2020 في 15 أوت الفارط اقبالا كبيرا من قبل المصطافين الوافدين من عدة ولايات من الوطن، غير أن القاصدين أغرقوها بالنفايات ما أفقدها جمالها وعذريتها من طرف فئة غير واعية من هؤلاء الزوار والمصطافين الذين غابت عنهم ثقافة النظافة والسياحة.

فالمتجول عبر العديد من شواطئ ولاية بومرداس على غرار الشاطئ المركزي بوسط مدينة بومرداس، شاطئ “ليصالين” بدلس وشاطئ “الرملة” بقورصو يلاحظ منذ الوهلة الأولى الإهمال الذي تعيشه تلك الشواطئ بتحويلها إلى مكبات للنفايات، الأمر الذي شوه جمال هذه الشواطئ وجعل العديد منهم ينفرون منها ويشمئزون من وضعيتها التي تأزمت من يوم لآخر وهذا كله في ظل غياب الحس المدني لدى العديد منهم، الأمر الذي يتطلب القيام بين الحين و الآخر بحملات تحسيسية ترمي إلى المحافظة على نظافة الشواطئ ورمالها حتى لا تشوه هذه الولاية السياحية التي يقصدها مصطافون من كل ولايات الوطن.

مجانية الشواطئ و”الباركينغ” التي تغنت بها السلطات غائبة

كما لاحظنا ونحن نتجول بمختلف الشواطئ التي زرناها بولاية بومرداس بقاء مافيا الشواطئ والباركينغ يمارسون سلطتهم، حيث أن مجانية الشواطئ والباركينغ التي تغنت بها السلطات غائبة تماما، حيث و كالعادة بسط هؤلاء نفوذهم على المصطافين الذين انقسموا بين راضخين وآخرين لا يتوانون عن الدخول في مناوشات ومعارك معهم تصل في العديد من الأحيان إلى الاتصال بقوات الأمن من أجل وضع حد لهؤلاء المافيا.

فتعليمة السلطات تقر بمجانية الشواطئ على المصطافين، غير أن بعض الأشخاص يقومون بكراء معدات الكراسي والموائد والشمسيات بعد استفادتهم من تراخيص البلدية، لكن شرط وضع معداتهم في مكان واحد وليس احتلال الشواطئ لإرغام الزوار على كرائها، نفس الشيء بالنسبة لحظائر السيارات التي يجبر فيها الكثير من أصحاب السيارات على دفع مبلغ  100 إلى 200 دج، ونتيجة لذلك تحدث الكثير من المناوشات والخلافات بين المصطافين وهؤلاء المافيا. وفي هذا السياق، كان لنا حديث مع بعض المصطافين، أين أكدت لنا السيدة “سميرة” من قورصو أن الشواطئ تعرف غزوا كبيرا من قبل المافيا الذين يقومون بحجز الأماكن الجيدة بوضع شمسياتهم وكراسيهم، ما يجعل العائلات التي تفضل احضار معداتها معها تبحث في كل مرة عن مكان مناسب لها، ما يتطلب تدخلا سريعا للمسؤولين من أجل وضع حد لهؤلاء عن طريق تطبيق تعليمة السلطات بمجانية الشواطئ والباركينغ على حد سواء.

انتعاش تجارة كراء المنازل منذ افتتاح موسم الاصطياف 2020

عرفت ولاية بومرداس منذ افتتاح موسم الاصطياف لسنة 2020 اقبالا كبيرا للمصطافين، الأمر الذي صاحبه انتعاش تجارة كراء المنازل، وما لاحظناه ونحن نتجول بمختلف بلديات الولاية خاصة منها الساحلية على غرار دلس، قورصو، بومرداس وسط، زموري… تعليق أصحاب المنازل لافتات كتب فيها “كراء منازل بأسعار مغرية” وهذا من أجل استقطاب الزبائن، خاصة وأن تجارتهم أصابها الركود هذا الموسم بفعل تفشي وباء “كورونا”، وهي فرصتهم لربح بعض المال من أجل تعويض الأشهر الفارطة التي توقف فيها نشاطهم، أين كانت الشواطئ مغلقة في وجه المصطافين، هذا إلى جانب تعليمة منع التنقل بين الولايات ما أدى بالعديد من المصطافين إلى البقاء في ولاياتهم خوفا من المخالفات، غير أنه ومنذ افتتاح موسم الاصطياف لسنة 2020 الذي كان في 15 أوت الفارط، عادت ظاهرة كراء المنازل بولاية بومرداس التي انتعشت بشكل كبير تجاوز حدود السنوات الفارطة.

ما يقارب مليوني مصطاف نزلوا إلى الشواطئ خلال 15 يوما فقط

سجلت مديرية الحماية المدنية لولاية بومرداس، منذ إعطاء إشارة انطلاق موسم الاصطياف لسنة 2020، وبالتالي فتح الشواطئ في وجه المصطافين، ارتفاعا في حصيلة المصطافين الذين نزلوا إلى الشواطئ خلال 15 يوما فقط، والذين قارب عددهم المليونين، قصدوا 22 شاطئا مسموحا للسباحة منذ 15 أوت الفارط بعد رفع الحظر عنها.

كما سجلت ذات المصالح تراجعا كبيرا في ضحايا الغرق خلال ذات الفترة، أي منذ 15 أوت الفارط، تاريخ إعطاء إشارة انطلاق موسم الاصطياف لسنة 2020 الذي تأخر كما سبق ذكره بسبب تفشي فيروس “كورونا” رغم الازدياد الكبير في عدد المصطافين المرشح للارتفاع في الأيام القليلة القادمة، خاصة وأن الدخول الاجتماعي هو الآخر سيتأخر إلى غاية أكتوبر، ما سيسمح للمصطافين بالبقاء في الشواطئ، حيث تم في هذا السياق تسجيل 03 حالات غرق وإنقاذ ما يزيد عن 70 شخصا من موت محقق، وتحويل 22 شخصا مصابا إلى المستشفيات القريبة من الشواطئ عبر 196 تدخلا لحراس الشواطئ.

روبورتاج: أيمن. ف