أنا سيدة متزوجة وأم لأربعة أولاد، أحرص على أن أوفر لهم كل ما يحتاجونه في حياتهم وأسهر على راحتهم وألقنهم أسس التربية الصحيحة وأيضا أحثهم على الاهتمام بدراستهم والتفوق فيها لبلوغ أعلى المراتب، وقد وفقت إلى حد كبير في هذه المهمة والحمد لله، لكن مؤخرا حدث معي ما لم يكن في الحسبان، حيث أن ابني الأكبر الذي يدرس في السنة الثانية ثانوي لا يريد إكمال دراسته ويرغب في التوقف عنها ليدخل مجال التكوين المهني، حيث أن نتائجه الدراسية في الفصلين الأول والثاني لهذا الموسم الدراسي (2025/2024) كارثية ولا تمكنه من الانتقال إلى الصف الأعلى أو إعادة السنة.
وقد فعل ذلك متعمدا لكي يحقق ما يرغب فيه، أي دخول مجال التكوين المهني.
لا أخفي عليك سيدتي الفاضلة أن إبني مصر على هذا الاختيار، وأنا غير راضية على ذلك، لكنني لم أجد الحل لذلك ولما أخبرت زوجي برغبة ابننا لم يتدخل، وقال لي بصريح العبارة “اتركيه يحقق رغبته.. فهو يرى نجاحه في مجال آخر غير الدراسة الأكاديمية”، وهذا ما زاد من قلقي لأن إبني حقا يريد إنجاز مشروع مؤسسة مصغرة في مجال الترصيص، ولا يمكن أن يتحقق له ذلك إلا بمتابعة التكوين.
وهنا وجدتني سيدتي الفاضلة حائرة في كيفية التصرف مع ابني وكيف أقنعه للعدول عن قراره.
لا أخفي عليك سيدتي الفاضلة أنني ضد هذا القرار الذي اتخذه ابني خاصة وأنه يرغب في إنشاء مؤسسة مصغرة في الترصيص، ولذا لجأت إليك سيدتي الفاضلة لمساعدتي في إيجاد حل لهذه المشكلة قبل فوات الأوان.
الحائرة: أم سامي من سطيف
الرد: ثقي سيدتي الفاضلة أن الفشل في الدراسة لا يعني الفشل في الحياة، وابنك يرى نجاحه في مجال التكوين المهني أفضل من الدراسة الأكاديمية، بدليل أنه يفكر في إنجاز مشروع مهني يتمثل في إنشاء مؤسسة مصغرة في مجال الترصيص.
وبدل أن يضيع سنوات عمره في إعادة السنوات الدراسية دون تحقيقه للنجاح، اتركيه يحقق رغبته في مجال يريده ويرى أنه يتفوق فيه، وأيضا يمكنه بالموازاة متابعة الدراسة الأكاديمية عن طريق المراسلة، لأن هناك نماذج كثيرة في الحياة من هذا النوع حققت النجاح ووصلت إلى أعلى المستويات.
وهذا ما نتمنى أن يتحقق مع ابنك في المستقبل القريب بإذن الله.