العلم والإيمان

أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا

أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا

يقول تعالى ” أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ” النبأ: 6-7.يبدو للعيان أن الجبال ظاهريًّا تشبه الوتد، ولكن ما اكتشف حديثًا يجزم بأن الجبال أوتاد، فلنأخذ جبال الهيمالايا على سبيل المثال؛ حيث تعلو قمتها ثمانية كيلومترات، وبضع مئات الأمتار عن سطح البحر، والمدهش أن المسح الجيولوجي أثبت أن قاعدة الهيمالايا تضرب لمسافة 65 كيلو مترًا تقريبًا في جوف الأرض؛ حيث تطفو الجبال في وشاح الأرض، وبصفة عامة، فإن الجزء المختفي من الجبال تحت السطح يعادل على الأقل ثمانية أضعاف الجزء البارز فوق سطح الأرض، حقيقة وتدية الجبال لم يعرفها بشر عند نزول القرآن، ولا حتى بعد نزوله، بقرابة ألف عام، حقًّا إنه الوحي الذي أخبر محمد بذلك في قرآن يتلى إلى يوم القيامة. وقد أجمع المفسرون على أن ” وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ” بمعنى جعل للأرض أوتادًا، أرساها وثبتها وقرَّرها؛ لتسكن ولا تميد بأهلها، والجبال من الناحية الشكلية أشبه بأوتاد الخيمة التي تُشد إليها، ويرى الدكتور محمد أحمد الغمراوي رحمه الله أن الجبال تساند عمل الجاذبية الأرضية للاحتفاظ بهواء الأرض، ويؤكد علم الجيوفيزياء أن تضاريس الأرض بما فيها الجبال، تؤثر على توزيعات الجاذبية الأرضية، والجزء البارز من الجبال له وظيفة تساعد في الإمساك بما فوقه، وبينما الجزء المغمور في الأرض له وظيفة تعمل على تثبيت الأرض، ومن روعة النص القرآني أن “أوتادًا” تشير إلى وظيفة الأوتاد، وأيضًا اختلاف ماهية الأوتاد؛ سواء في الأبعاد، أو المكونات، أو العمق؛ وفقًا لاختلاف أنواع الجبال.

 

من موقع رابطة العالم الإسلامي