– التَّحَقُّقُ بِالْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ: لِأَنَّهُمَا السَّبِيلُ لِنَيْلِ العِزَّةِ وَالتَّمْكِينِ، فَقَد قَالَ رَبُّنَا سُبْحَانَه: “إِنَّ اَ۬للَّهَ يُدَٰفِعُ عَنِ اِ۬لذِينَ ءَامَنُوٓاْۖ إِنَّ اَ۬للَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٖ كَفُورٍۖ ” سُورَة الْحَجّ:36، وَقَالَ تَعَالَى: “اِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالذِينَ ءَامَنُواْ فِےاِ۬لْحَيَوٰةِ اِلدُّنْي۪ا وَيَوْمَ يَقُومُ اُ۬لَاشْهَٰدُ”.
– تَوْحِيد الصَّفِّ وَاجْتِمَاعُ الْكَلِمَةِ وَإِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ: فَإِنَّ ذَلِك يُمَثِّلُ حِصْنًا لَنَا مَن الدَّاخِلِ، وبهِ نَسْتَحِقُّ نَصْرَ اللَّهِ الذِي وَعَدَهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ،قَال رَبُّنَا سُبْحَانَه “وَأَطِيعُواْ اُ۬للَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْۖ وَاصْبِرُوٓاْۖ إِنَّ اَ۬للَّهَ مَعَ اَ۬لصَّٰبِرِينَۖ ” ، وَعَلَى صَخْرَتِهِ تَتَكَسَّرُ مُخَطَّطَاتُ كُلِّمَنْ تُسَوِّلُ لَهُ نَفْسُهُ الْعَبَثَ بِالْوَحْدَةِ،قَالَ اللَّه تَعَالَى: “وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اِ۬للَّهِ جَمِيعاٗ وَلَا تَفَرَّقُواْۖ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اَ۬للَّهِعَلَيْكُمُۥٓ إِذْ كُنتُمُۥٓأَعْدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِۦإِخْوَٰنَاٗۖ وَكُنتُمْ عَلَيٰ شَفَا حُفْرَةٖ مِّنَ اَ۬لنّ۪ارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَاۖ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اُ۬للَّهُ لَكُمُۥٓءَايَٰتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَۖ “.
– الثَّبَاتُ عِنْدَ اللِّقَاءِ: فَقَدْ أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كثيرًا، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا”.
– الْإِكْثَارُ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَالِاسْتِغْفَارُ وَالْمُحَافَظَةُ عَلَى الصَّلَاةِ: فَهِي مِنْ أَعْظَمِ الْأَسْبَابِ لِاسْتِجْلَابِ نَصْرِ اللَّهِ، وَاللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ “أَمَّنْ يُّجِيبُ اُ۬لْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ اُ۬لسُّوٓءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَآءَاَ۬لَارْضِۖأَ۟لَٰهٞ مَّعَ اَ۬للَّهِۖ قَلِيلاٗ مَّا تَذَّكَّرُونَ”. وَيَقُولُ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ “وَكَأَيِّن مِّن نَّبِےٓءٖ قُتِلَۖمَعَهُۥ رِبِّيُّونَ كَثِيرٞ فَمَا وَهَنُواْ لِمَآ أَصَابَهُمْ فِے سَبِيلِ اِ۬للَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اَ۪سْتَكَانُواْۖ وَاللَّهُ يُحِبُّ اُ۬لصَّٰبِرِينَۖ “.
– مُوَالَاةُ الْمُؤْمِنِينَ وَالتَّبَرُّؤُ مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَالدِّينِ: قَالَ رَبُّنَا سُبْحَانَه “وَمَنْ يَّتَوَلَّ اَ۬للَّهَوَرَسُولَهُۥ وَالذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اَ۬للَّهِ هُمُ اُ۬لْغَٰلِبُونَۖ ” سُورَة الْمَائِدَة:58. وَقَالَ تَعَالَى: “إِنَّ اَ۬لذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاٗ لَّسْتَ مِنْهُمْ فِےشَےْءٍۖ اِنَّمَآ أَمْرُهُمُۥٓ إِلَي اَ۬للَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَۖ ” سُورَة الْأَنْعَام:160. أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ:إِنَّ التَّمْكِين مِنَّةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، وَلَكِنَّ أَسْبَابَهُ مِنْ سُنَنِ اللَّهِ تَعَالَى،وَسُنَنُ اللَّهِ لَا تَتَبَدَّل وَلَا تَتَغَيَّرُ، وَلَا تُحَابِي أَحَدًا مِنَ الخَلْقِ مَهْمَا كَانَ. فَلْنَحْمَدِ اللَّهَ عَلَى مَا مَنَّبِهِ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ الْمَرْحُومَةِ الْمَنْصُورَةِ مِنْ عِزٍّ وَنَصْرٍ وَتَمْكِينٍ، وَلْنَعْتَبِرْ بِالْأَحْدَاثِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي وَقَعَتْ لَهَا عَبْرَ التَّارِيخِ لِنَسْتَلْهِمَ مِنْهَا مَا نَسْتَرْشِدُ بِهِ فِي مُسْتَقْبَلِنَا، فَنُحَافِظَ بِذَلِكَ عَلَى إِرْثٍ عَظِيمٍ وَرِثْنَاهُ، وَلَا يَنْبَغِي أَن نُفَرِّطَ فِيهِ أَوْ فِي شَيْءٍ مِنْهُ.
الجزء الثاني والأخير من خطبة الجمعة من جامع الجزائر