أيها الزوج … اقتد بنبيك

 أيها الزوج … اقتد بنبيك

 

تعالوا نفتح بعضا من النوافذ عن سيرته صلى الله عليه وسلم الأسرية، ونتفيأ شيئا من حياته في بيته ومعاملته مع أهله، لأننا نحن الذين ننتسب لأمته، في حاجة أن نروي أنفسنا ومجتمَعنا من هذا النبع الصافي والخلق الوافي، وبالأخص في زماننا الذي تطالعنا فيه الأخبار باستمرار عن ارتفاع معدلات الطلاق وأخبار النزاع الزوجي والعنف الأسري في المجتمع!!. فإذا كان الكثير منا نحن الرجال يثقُل علينا أن نفعل شيئا في بيوتنا بأنفسنا.. البعض منا يرى إذا أراد أن يحقِّق رجولته فيجب ألاّ يتحرك أيَّة حركة في البيت، بينما النبي صلى الله عليه وسلم على عظمته كان يُعين أهله في أمور بيته.. النبي صلى الله عليه وسلم مع كثرة الأعباء التي كانت منوطة به من قيادة الدولة، والقضاء بين الناس، وتحمل مسئولية رسالته، إلا أننا نراه في بيته مشاركا في الرعاية والخدمة. سئلت إحدى زوجاته: ماذا كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته؟ فأجابت رضي الله عنها: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ألين الناس، وأكرم الناس، كان رجلا من رجالكم، إلا أنه كان ضحاكاً بساماً، كان يكون في مهنة أهله، يخصف نعله، ويرقع ثوبه، ويخدم نفسه، ويحدثنا ونحدثه، فإذا نودي للصلاة كأنه لا يعرفنا ولا نعرفه”. قالت: كان ضحاكاً بساماً. ما أحوجنا عباد الله أن نتمثل هذا الخلق مع أهلينا في منازلنا. يطول العجب من حال البعض منا، يجود بالكلام الحسن والفم الضاحك مع أصحابه ورفاقه خارج البيت، فإذا دخل منزله وخلى بأهله تغيرت شخصيته، فلا ترى إلا قتامة التجهم، وملالة التضجر، ولغة التأفف!! مع أن أهل بيته، ومن جعل الله بينه وبينهم مودة ورحمة هم أولى الناس بالبشاشة، وأسعد العباد بهذا الخُلق. ثم قالت: يكون في مهنة أهله. فاسأل نفسك يا عبد الله: كم كان حجم بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى يكون هو في خدمة أهله؟ كان صلى الله عليه وسلم من أفقر الناس، وكان بيته صغيرا لا باحات فيه ولا ساحات، ولا طوابق ولا فخامة ولا أثاث، كان منزله مكوناً من حجرات قليلة، في كل حجرة منها تسكن إحدى زوجاته، ثم هل شكت إليه إحدى زوجاته كثرة العمل ومشقتُه حتى قام صلى الله عليه وسلم بخدمتها ومساعدتها؟!. فالزوج المسلم يا أمة الحبيب هو الذي يُقبل على أهله بالبشر والسرور ويمدُ يد العون لزوجته، ويُشعرها أنها تعيش في ظل زوجٍ قويٍ كريم حنون يحبها ويرعاها ويهتم بشؤونها ويوفر لها حاجاتها المشروعة ويُرضي أنوثتها ويعطيها جانباً من وقته واهتماماته. لقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم نموذجا عمليا في معاملته لأهله ومثلا يَحتذي به كل مسلم.. كان عليه الصلاة والسلام لزوجاته الزوجَ الحبيب، والمُوجهَ الناصح، والجليسَ المؤانس، كان عليه الصلاة والسلام يمازح نساءه في السراء ويواسيهن في الضراء ويسمع شكواهن ويخفف أحزانهن.

من موقع الالوكة الإسلامي