أيمن زيدان: الدراما السورية رديئة ولا تشرفني المشاركة فيها

elmaouid

الفنان السوري أيمن زيدان الذي أضاء الدراما السورية بأعمال لا تحصى، ناقم وعاتب، أولاً لأن الدراما التي تقدم اليوم لا تشبهه فقرر الابتعاد عنها مفضلاً المسرح والسينما، كما قال، وثانياً لأن الجيل الجديد يعاني أزمة

ثقافة ويوظف وسائل التواصل الاجتماعي للانتقادات الجارحة، وثالثاً لأن الحرب التي تعصف ببلده سورية سرقت سكينته…

واعتبر أيمن زيدان أن جيل الشباب تنقصه الثقافة، ويبدو ذلك واضحاً من التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تعتمد على الشتائم والانتقادات الموجعة، ما يوحي بأزمة لدى هذا الجيل، مؤكداً أن هذه التعليقات تؤلمه حتى لو لم تكن تطاله شخصياً.

وأشار الفنان السوري ضمن برنامج “المختار” عبر المدينة “أف أم” إلى أن أسخف ما في الإشاعات التي تطاله، لا سيما إشاعات موته، المشكلة التي تسببها للمحيط والأسرة، مضيفاً أنه لو كانت الإشاعة حقيقية لكان ما رآه محزناً أكثر لأن التعاطي مع الموت لم يكن بالمستوى المطلوب و قال “قد تكون الحرب جعلت الموت شريكاً ومشروعاً قائماً حوّل الناس إلى أمة بلا ذاكرة ولا معنى للرحيل لديها”، مؤكداً أن أمنيته هي أن يموت مرة واحدةً واقفاً كالأشجار من دون أن يذوي “لأننا في زمن صعب يسوده الانحلال في القيم والخراب في العلاقات”.

وحول ابتعاده عن الدراما في السنوات الماضية، أوضح زيدان أن السينما والمسرح أكثر حماية وأمناً لأنهما محكومان بالجانب المعرفي، لافتاً إلى أنه في الفترة التي قدّم فيها أهم الأعمال للدراما لم يحصد جوائز، معتبراً أن تاريخ الجوائز ليس نزيهاً.

وحول تقييمه الدراما السورية اليوم، قال إن الأعمال أكثر من رديئة في معظمها ولا تشبهه ولا يشرفه أن يكون فيها، مؤكداً أن رأيه ليس عجزاً أو إنزواءً بل إقرار حقيقي بأننا نعيش زمن فن رديء ولكن لا يمنعنا ذلك من البحث عن مشاريع جديدة.

أما حول الحرب التي تعصف ببلده سورية، فأشار زيدان إلى أنها أخذت بيته، كذلك سكينته التي كان يطمح في أن يعيشها في هذه السن على المستوى الشخصي، وعلى المستوى العام أقلقه وأوجعه المثقف السوري وانتقال من كانوا يعتبرون أيقونات في الفكر اليساري إلى اصطفاف مع المتشددين، وقال: “يجب قراءة تاريخ الثقافة من جديد لاستيضاح ما إذا كان صادقاً”، وتساءل: “هل قرأنا تجربة الدول التي خرجت من الحروب في إعمار البشر والثقافة قبل إعمار الحجر؟”.