أيلول يحتضر وتشرين الحنين والمطر قادم

elmaouid

ساعات الليل بطيئة… أشعر بها كقدم تدوس على أعصابى …ريح شمالية تزمجر أحيانا خلال أغصان شجرة الزيتون بالحديقة الخلفية للبيت.. هلال يومض للحظات ثم تحجبه غيمة عابرة… فتغرق كل الأشياء فى العتمة…

وأنا ما زلت كما أنا أحمل في داخلي ذاك التوتر الذي يستفز كل ذرة من كياني.. ويجعلني أضيق بالمكان… فتذهب روحي شذرات… وأنا غير قادر على لملمة أفكاري… التي أبتلعتها هذه الحالة من التبرم من كل شيء… كم يعذبني هذا الشعور المضني..؟…..الكتب على الأرفف تتراءى لي وكأنها جثث بأدراج ثلاجة الموتى

اخرس هذا المساء.. يكتنفه صمت مطبق.. ربما كان صمته هذا تعبيرا عن لحظة عتاب مؤلمة لأني لم أعرها اهتمامي كما تعودت..

لماذا نتضايق أحيانا…؟ تبحث عن السبب فلا تجد… هل هي الظروف… أم من أشخاص بعينهم… أم إننا نعيش زمنا أصبح فيه التوتر رفيق درب.. وزميل رحلة

مفروض عليك أن تتعايش معه.. حتى وإن كان ثقيل الدم …..

أوصدت النافذة.. وما زالت الكتب واجمة في صمتها المطبق ..والورقة كما هي منذ الصباح بيضاء ناصعة البياض ….والقلم أخرس ضاعت منه الحروف.. وتاهت الكلمات …وما زالت ريح الشمال تئز بين الأغصان