من شعرو كيرلي و"روح الروح" إلى "معلش"..

أيقونات الصمود… دحضت رواية الاحتلال

أيقونات الصمود… دحضت رواية الاحتلال

مع توحش القصف وارتفاع أعداد الشهداء، كان الاحتلال يراهن على فقدان المقاومة لحاضنتها الشعبية وهو ما يتوافق مع روايات يروجها حلفاء نتنياهو العرب، أن سكان القطاع لا يتفقون مع المقاومة… جاء الصوت من غزة وتحديدا من مستشفياتها ودورها المهدمة، ومن ذوي الشهداء أنفسهم وأولياء الدم، حتى باتت عبارات “فدا المقاومة، فدا القدس، مع القسام” مألوفة على لسان الغزاويين.

ورغم اكتظاظ أحداث غزة المتسارعة تركت صورا مرئية ستظل عالقة للأبد في الأذهان، ودفعت صور وعبارات خرجت من غزة الآلاف للبحث عن الحقيقة الغائبة، وأظهرت صمودا منقطع النظير للشعب الفلسطيني، سيُلهم الشعوب عبر الأجيال، ويمكن تسميتها بأيقونات غزة، تلك الصور والمقاطع المصورة التي هزت ضمير الشعوب، وحركت المياه الراكدة، وحطمت على وقتها القصير رواية الاحتلال بآلته الإعلامية الجبارة وبروباغندا المظلومية المستهلكة. واتسع طيف “أيقونات” غزة ليشمل الضحايا وذويهم، والمقاومة ومتحدثها الرسمي، والأطباء، والصحفيين، وغيرهم من الرازحين تحت نار الاحتلال المنحازين للإنسان وسط صراع مفاهيم محتدم يراد للقوي أن ينتصر فيه. قد لا تسع الكلمات لوصف مشهد تعجز عنه الصورة.. أم الطفل يوسف بحثت عنه في أروقة المشفى علها تجده بين الجرحى، “شعرو كيرلي أبيضاني وحلو” قبل أن يجده والده مع الشهداء. كان مشهد والد الشهداء وهو يواسي أحد الفاقدين، معبرا عن عمق القضية الفلسطينية بوجدان شعبها وتجذر روح التضحية لديهم، حتى وجد الشيخ نزار نفسه أحد مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي. كما طاف مشهد الحفيدة “ريم” وهو يودعها جدها أرجاء العالم وصار رمزا لثبات الغزاويين بوجه آلة القتل الإسرائيلية. وباتت عبارة “روح الروح” مثالا لسكينة ومصابرة قد لا يقدر عليها الكثيرون. فيما أعجزت أم توأم من أطفال غزة الشهداء، غيرها بالصبر والمكابرة على الجراح، إذ بدت محافظة على رباطة جأشها وهي تقول أولادي “فدا القدس”. وصار اسم مراسل قناة الجزيرة في غزة وائل الدحدوح، مقترنا بمصاب القطاع المكلوم، فهو الذي فقد عددا من أفراد أسرته بينما كان ينقل الحقيقة ويروي قصص شهداء آخرين، حتى تلقى خبر استشهاد أسرته. وكعادة الفلسطيني، كان الدحدوح ثابت الجنان وهو يلقي نظرة الوداع على ابنه الشهيد، وقال عندها كلمة صارت أيقونة لصمود غزة بوجه العدوان “معلش”.