جاءت تصريحات اللواء الليبي، خليفة حفتر، حول الانتخابات المنتظرة، متضاربة، فرغم تأييده للعملية إلا أنه أكد عدم جاهزية بلاده للديمقراطية.
وشدد حفتر على “ضرورة تنظيم الانتخابات قبل الاتفاق على الدستور”، مضيفا: “يجب إجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن وبأكبر قدر من الشفافية، ويجب أن يكون التصويت إلزاميا”، مستدركا: “وليبيا ليست جاهزة بعد للديمقراطية”، بحسب حواره مع صحيفة “جون أفريك” الفرنسية الثلاثاء.
وتابع حفتر: “إذا ما تأكدنا أن هذا الطريق (الانتخابات) مسدود، فإن لدينا خلايا نائمة في 10 بالمئة من الأراضي التي لا نسيطر عليها ومن السهل تفعيلها”، مضيفا: “عندما جاءت إمكانية التوصل إلى حل عبر صندوق الاقتراع، توقفنا، وأردنا تجنب إراقة الدماء، لكن صبرنا له حدوده”.
وهاجم الجنرال الليبي، ما أسماهم بـ”السذج” الذين يؤمنون بعودة سيف القذافي إلى المشهد أو إمكانية لعب أي دور، مضيفا: “سيف رجل مسكين يحاول البعض مساومته، واستغلاله مقابل المال”.
وطرح هذا التضارب في التصريحات من قبل حفتر عدة تساؤلات، من قبيل: هل فعلا حفتر في حالة تخبط وارتباك حول الانتخابات؟ ولماذا أيد الانتخابات قبل الدستور.. هل يخشى قانونا يمنع مؤيديه من الجنود المشاركة في الصويت؟
وفي هذا الصدد أكد المدون الليبي، فرج كريكش، أن “حفتر واقع بين متناقضين كبيرين، فعلى قدر المشهد الضعيف الذي يظهر به كفاشل أمام الممولين الذين يراهنون عليه ويتلقى منهم الأوامر وبين مشهد القائد القوي الأوحد شبيه القذافي الذي يحاول تسويقه في السوق المحلي الليبي وهو لا يتمتع بالذكاء المطلوب الذي ينبغي لتسويق هذا التناقض”.وأضاف: “وبالتالي تراه (حفتر) تارة يرتجف من شدة الأوامر فيخرج ضعيفا منكسرا داعيا إلى الانتخابات على الفور، وتارة تأخذه حماسة الأتباع المساكين فيكفر بالديمقراطية جملة وتفصيلا”.
رفض النتيجة وقال عضو المؤتمر الليبي السابق، فوزي العقاب، إن “الديمقراطية مفهوم أوسع من الانتخابات، وربما كان حفتر يقصد هنا الأحزاب والتعددية وحق التعبير وغيرها من القيم الأخرى”.
وأوضح أن “مطالبة حفتر بالانتخابات ليست لها علاقة بـ(قبل الدستور أو بعده) بل هي أقصى ما يمكنه القيام به الآن ضد الاتفاق السياسي، وبخصوص مشروع مسودة الدستور الحالية فهي تضمن لمنتسبي المؤسسة العسكرية حق التصويت والترشح”.