يحضّر القائمون على المسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران لتنظيم الطبعة الثانية لأيام وهران للمسرح المتوسطي المقررة من 7 إلى 12 جويلية الجاري، بعد تلك التي تم إقامتها الصيف الماضي تزامنا مع الألعاب المتوسطية.
وقال مراد سنوسي مدير المهرجان إن جديد هذه الطبعة هو اختيار فلسطين ضيفة ستكون حاضرة من خلال مسرحية فرنسية الانتاج عنوانها “طه” التي تروي سيرة وحياة الشاعر الفلسطيني الراحل طه محمد علي (1931 – 2011)، وهي من تأليف وتمثيل الفنان الفلسطيني عامر حليحل وإخراج يوسف أبو وردة. وهو عمل مونودرامي، استوحاه الفنان من حياة الشاعر طه محمد علي، لأن ما مرّ به يشابه كثيراً ما عايشه الفلسطيني نتيجة التهجير، لكنه انتصر على النكبة بشعره الذي خرج من المحلية إلى الغرب.
إلى جانب هذا العرض المسرحي ستوقّع دولة فلسطين مشاركتها من خلال محاضرة للباحثة نجلاء نخلي بعنوان “فلسطين فوق الركح”.
اعتبر المتحدث أنّ الهدف من هذه التظاهرة “ليس التنافس بين المسرحيين، بل إيجاد فرصة لتبادل التجارب والتعاون بين الفاعلين في المسرح على مستوى البحر الأبيض المتوسط، كما نأمل في تعميق البعد المتوسطي لوطننا”.
ومن المنتظر أن تشارك الجزائر بعملين، الأول افتتاحي بعنوان “الحلقة” وهو عرض تجريبي تكريمي بمشاركة 24 شاباً هاوياً سيقدّمون تركيباً مسرحياً عبارة عن مقتطفات من مسرحيات فقيد المسرح الجزائري عبد القادر علولة.
أما العرض الثاني فسيكون في ختام التظاهرة ويتعلق بمسرحية “العازب” من إخراج مولاي ملياني محمد مراد والمقتبسة عن رواية “عازب حي المرجان” للشاعرة والروائية ربيعة جلطي، وهي المسرحية التي حازت جائزة أحسن دور نسائي في المهرجان الوطني الـ 15 للمسرح المحترف.
وقال سنوسي، إن ميزانية هذه التظاهرة، التي ينظمها المسرح الجهوي لوهران برعاية من وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، هي “بأقل من 4 ملايين دينار، حيث اعتمدنا أساسا على عوائد بيع تذاكر الدخول للمسرح في الفترة من 1 جانفي إلى 1 جوان 2023، ثم على السبونسور العمومي والخاص”.
وأكد المتحدث أن “اعتماد هذه الأيام على الموارد الذاتية هو تصور نابع من توجيهات وتوصيات وزارة الثقافة والفنون، وكذا الجلسات الكثيرة التي عقدت حول المسرح، والتي دعت وأوصت بالاعتماد على التمويل الذاتي في التسيير وإقامة التظاهرات”.
وستحضر تونس في هذه الأيام بمسرحية “حديث التراكن” للمخرج صابر الحامي، ومصر بمسرحية “اعترافات زوجية” للمخرج أحمد فؤاد، أما إيطاليا بمسرحية “الصيف الأخير”، في حين ستشارك فرنسا بالمونودرام الموسوم “طه الذي لم يُحبّه العالم” وهو في الأصل مسرحية كتب نصها الفلسطيني عامر حلحال باللغة العربية، مستلهماً إياه من حياة الشاعر طه محمد علي.
وستخصّص هذه الأيام المسرحية دورة تكوينية من أربعة أيام لفائدة مجموعة من الشباب الهواة القاطنين في مدينة وهران، وهم طاقات واعدة استطاع المسرح الجهوي أن يدمجهم مؤخرا في مشاريع فنية بهدف توجيههم بشكل مفيد وعملي.
وسيتم في هذا الإطار الاستعانة بمخرجي المسرحيات المشاركة لتأطير هذه الورشات وبشكل تطوعي، بالإضافة إلى المخرج المحترف أحمد خوذي الذي سيكون هو الآخر متطوعا في هذه الورشات التكوينية.
ب\ص
