حقق القطاع الصحي في الجزائر قفزة نوعية في مجال الجراحة وزرع الأعضاء، بعد أن شهد المركز الاستشفائي الجامعي “باب الوادي” بالجزائر العاصمة، يوم الأحد 22 جوان 2025، إجراء أول عملية زرع كلية من متبرع حي باستخدام تقنية المنظار الجراحي (coelioscopie) ، وهو ما يُعد إنجازًا طبيًا غير مسبوق في البلاد.
العملية، التي وصفت “بالتاريخية”، تمّت بنجاح على يد فريق طبي جزائري مكوّن من الأساتذة عاشور، لعيبي، وساوي، وبدعم من الدكتور خليفة آيت سعيد، المختص في الجراحة البولية والروبوتية، الذي يعمل في فرنسا ويُعد من أبرز الخبراء في هذا المجال. وتعتمد التقنية المستعملة، المعروفة بالجراحة المصغرة أو المنظار الجراحي، على أسلوب دقيق وطفيف التوغل، يُقلل من حدة الألم والنزيف، ويُسرّع فترة الاستشفاء مقارنة بالجراحة المفتوحة التقليدية، مما يضمن راحة أكبر للمريض وجودة علاج محسّنة. ويعتبر هذا النجاح ثمرة للكفاءة العالية التي يتمتع بها الطاقم الطبي الجزائري، ويُؤشر على مرحلة جديدة في مسار تطوير برنامج زرع الأعضاء في الجزائر، من خلال اعتماد تقنيات حديثة تتماشى مع المعايير العالمية. كما يعكس هذا الإنجاز رغبة السلطات الصحية في تعزيز السيادة الطبية الوطنية عبر التكوين المستمر للأطقم الطبية، والاستثمار في نقل التكنولوجيا وتعميم العمليات الدقيقة بالمستشفيات العمومية. وتفتح بهذا الإنجاز، آفاق واعدة أمام تعميم هذه التقنية في مؤسسات استشفائية أخرى، وتعزيز ثقة المرضى في المنظومة الصحية الوطنية التي تخطو بثبات نحو التحديث والفعالية.
إ. ع
