أولى القبلتين

   أولى القبلتين

 

المسجد الذي كان أولى القبلتين، وثاني مسجد وضع للناس في الأرض بعد المسجد الحرام، وثالث مسجد تشد الرحال إليه، فالصلاة في المسجدِ الحرام بمائة ألف صلاة، وفي مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بألف صلاة، والمسجد الأقصى الصلاة فيه بخمسمائة صلاة، والأصح مائتين وخمسين صلاة. والمسجد الأقصى تعرَّض عبرَ التاريخ لاعتداءاتٍ من الكنعانيين الكافرين، العربِ الذين سكنوا بلاد الشام قديما، وتعرض المسجد الأقصى أيضا إلى اعتداءات من الفرس، بقيادة نبوخذ نصر أو بخت نصر، ثم بعد ذلك؛ ولوجود الفساد والإفساد في هذا البلد يهلك الله المفسدين، ويستبدلهم الله بخير منهم ويبقى الأقصى، فالأقصى لا يقبل أهل الفساد، ويلفظ أهل الإفساد. الأقصى، بيت المقدس، الأرض المباركة، أرضُ الشام، والأرض لا تقدِّس أحدا، فإذا جاء من يفسد فيها ويسفك الدماء أزاحه الله سبحانه وتعالى واستبدله. الأقصى هو الأقصى؛ حرره الله من براثن الصهاينة، هو بين أيديهم الآن، مكتّفٌ مكبَّل، يفعلون به وبالفلسطينيين ما شاءُوا؛ فقتْلُ النساء والأطفال مستمر تَرمَّلَت كثير من نساء المسلمين، وقُتل الكثير، إن شاء اللهُ سبحانه وتعالى تكتبُ لهم جميعا الشهادة، كلّ من مات على كلمة لا إله إلا الله، تكتبُ له شهادةُ .

إنه أسهلُ ما يكون، وفي الوقت نفسه؛ إنه أثمنُ ما يكون، وإنه أنفعُ ما يكون، ولكنه أقوى ما يكون، إنه التوجه إلى الله وحده لا شريك له بقلوبنا، وبالإيمان بالله وحده لا شريك له، إنه تجديدُ الإيمان، تجديدُ التوحيد لله عز وجل، تجديدُ العبادة والطاعة، جدِّدها في قلبك، لا تجعلْ العبادةَ عادةً، لكن حاول أن تحوِّلَ العادةَ إلى عبادة، الصلاة والصيام والزكاة، والخيرات والطاعات التي تقدمها عبادة لله عزّ وجل، لا تجعلْها مسألةَ عادة، اجعلْها عبادةً وذلاًّ وخضوعا لله عز وجل، لتنالَ بها الدرجات، واستجابةَ الدعوات، وقد اقتضت سنة الله الكونية أن الأيامَ دُوَلٌ، ولذلك دولةُ الباطلِ والظلم ساعة، مهما طالت هي ساعة، ودولةُ الحقِّ والعدل إلى قيام الساعة. فإذا ما أخذ المسلمون بهدى القرآن الكريم والسنن النبوية؛ أيَّدهم الله بمقتضى سننه الكونية، بل أخضعها لهم، وكما قال الله تعالى ” وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ” آل عمران: 139.