أولاد عربي بالميلية… عزلة قاتلة والسكان يطالبون بتحسين ظروفهم المعيشية

أولاد عربي بالميلية… عزلة قاتلة والسكان يطالبون بتحسين ظروفهم المعيشية

تعتبر منطقة أولاد عربي المحاذية للشريط الساحلي التابع لبلدية الميلية شرق ولاية جيجل، من المناطق الأكثر جمالا على مستوى الولاية، خاصة وأنها تتمتع بساحلها الخلاب وشواطئها المنقطعة النظير، ويتواجد كل هذا الزخم الجمالي الطبيعي بين أحضان جبال المنطقة بأشجارها ونباتاتها الكثيفة المختلفة، ولكن ورغم هذه الجاذبية، خاصة بالنسبة لزوارها، فإنها اليوم أصبحت مصدر قلق وسببا لمناشدة السلطات المحلية وعلى رأسها والي الولاية لتوجيه النظر إليها، وبرمجة مشاريع تنموية بها تمتد على طول المسافة الواقعة بين حي تانفذور إلى غاية القرى المتواجدة بالساحل والشواطئ.

حيث عبر الكثير وفي عديد المناسبات بعدة قنوات، وآخرها عن طريق جريدتنا، أين يلح سكان المنطقة على ضرورة نقل انشغالات المواطنين إلى السلطات المحلية، لتخفيف معاناتهم اليومية المتواصلة خاصة بفعل العزلة التي لم يستطع المواطنون تجاهلها، والتي تعتبر النقطة السوداء الأولى نظرا لتوفر عدة أسباب تساهم في ذلك، وهذا رغم عودة السكان إلى أراضيهم الأصلية التي هجروها في العشرية السوداء، بالإضافة إلى تزايد عدد سكانها، مع بقاء المنطقة على حالها، وفي ظل ظروفها التي لم تتغير.

السكان أكدوا على معاناتهم المتواصلة مع غياب مشاريع التهيئة داخل التجمعات السكانية، وعدم اكمالها في كل التجمعات، كما تحدثوا عن وضعية الطرقات التي ما زال أغلبها ترابيا، وخاصة منها الجانبية، وقد عبر السكان عن أهمية تعبيد وتهيئة الطرق بالنسبة ليومياتهم، والتي تؤثر في تنقلاتهم اليومية خاصة باتجاه مدينة الميلية لقضاء حاجياتهم اليومية كالدراسة للطلبة والعمل لفئة العمال، والتوجه لغرض التداوي سواء كان على مستوى مستشفى الميلية، ومختلف العيادات العامة والخاصة، وكذا اقتناء حاجياتهم من مختلف المواد وأمور أخرى، وتؤثر هذه الوضعية على السكان الذين يأملون في تدخل السلطات المحلية لإنجاز مشاريع تهيئة وفتح الطرق لفك العزلة بالدرجة الأولى، وبعث تنمية حقيقية فيها، ولاستغلال الإمكانات التي تتوفر عليها حاليا، كالمنتجات الفلاحية المختلفة وطبيعتها الفاتنة في إطار السياحة بنوعها الجبلي والساحلي، لذا تبقى هذه المشاريع في مجال الطرقات حلما كبيرا بالنسبة لهم، لتسهيل تنقلاتهم، وللقضاء على البرك المائية والطينية التي تتشكل في فترات تساقط الأمطار، وكذا إصلاح الأجزاء التي تؤثر على مركباتهم بمختلف أنواعها في بعض المحاور وداخل التجمعات السكانية المبعثرة.

من جهة أخرى، فإن حلمهم بربط منطقتهم بالغاز الطبيعي ما زال معلقا في ظل عدم وجود مشاريع مخصصة للمنطقة في هذا الإطار، وهو المطلب الذي نادوا به في مناسبات مختلفة، خاصة وأن السكان يتكبدون الكثير من المعاناة في عملية البحث عن قوارير غاز البوتان، وهو ما يضطرهم للتنقل إلى مسافات طويلة لجلبها، ولولا شاحنات بيع الغاز القادمة من ولاية سكيكدة فإن حالتهم اليومية ستصل إلى وضعية البؤس في هذا المجال، خاصة أن منطق أولاد عربي الواسعة تتميز ببرودتها في فصل الشتاء، وهو ما يفرض عليهم استهلاكا كبيرا للغاز، وحتى للحطب في التدفئة والطهي معا.

وأشار السكان إلى الإشكالية الأخرى الهامة والعالقة بيومياتهم، وهي عدم توفر مياه الشرب وتذبذب عمليات التزود بها، وهو ما وضعهم في إحراج كبير في جلب المياه للشرب والغسيل، وترغمهم هذه الوضعية بالاعتماد على مياه الينابيع الطبيعية، التي تعتبر ملجأهم الوحيد، وكذا شرائها بأثمان باهظة في حالة جلبها عن طريق الصهاريج، وهنا يتساءل السكان عن مشروع تدعيم المنطقة بمياه الشرب، رغم تواجدها بالقرب من سد بوسيابة.

السكان يطالبون بإحياء المنطقة عن طريق مشاريع تنموية تقدم خدمات للمواطنين، وتبعث الحياة فيها، ومساعدتهم على الإستقرار فيها لإحياء نشاطاتهم المختلفة وخاصة الفلاحية منها، التي تعتبر في غالب الأحيان المورد الأساسي لحياتهم، كزراعة مختلف النباتات وتربية الحيوانات والنحل.

جمال. ك