لا يختلف اثنان بأن مسلسل “أولاد الحلال” حقق طفرة نوعية في الدراما الجزائرية بدليل نسبة المشاهدة العالية جدا التي حققها منذ بداية عرضه في شهر رمضان الحالي، متفوقا على أعمال أخرى محلية أو أجنبية.
ويروي المسلسل، الذي يبث مباشرة عقب الإفطار على قناة “الشروق”، قصة أخوين، هما “زينو” و”مرزاق”، عاشا في دار للأيتام، قبل أن يكتشفا أن والدهما قتل أمهما بسبب الشك. والعمل جرى تصوير أحداثه في مدينة وهران، وهو من إخراج التونسي نصر الدين السهيلي، وسيناريو رفيقة بوجدي، وبطولة عبد القادر جريو ويوسف سحيري ومليكة بلباي وسهيلة معلم وأحمد بن عيسى وعزيز بوكروني ومصطفى لعريبي وإيمان نوال ومحمد خساني وعاطف بن حسين وغيرهم من الممثلين البارزين أو الذين نكتشفهم لأول مرة وبرعوا في أداء أدوارهم بحِرفية عالية.
ووفق ما نقلت القناة التي تعرض العمل، فإن “أولاد الحلال” تربّع على عرش الأعمال الدرامية الأكثر مشاهدة لدى الجزائريين في رمضان عبر “يوتيوب”، إذ بلغت نسبة مشاهدته أكثر من 15 مليون متابع وهو عدد قابل للارتفاع بمرور الحلقات.
ودخلت قناة “الشروق” التي تعرض المسلسل وقناة “النهار” المنافسة لها على خط الجدل. وعرضت قناة “النهار” بياناً قالت إنه من سكان وهران يشير إلى أن “أعمالاً مثل (أولاد الحلال) تنقص من أخلاق سكان المدينة، على أساس أنها وكر للفساد الأخلاقي”، وأن “هذه المنتجات يراد من خلالها تشويه سمعتها بين الناس وتاريخها الحافل بالبطولات والشخصيات وساكنيها المحافظين”.
لكن قناة “الشروق” نقلت عن بطل المسلسل، عبد القادر جريو، أن “البيان الذي بثته قناة (النهار) على أساس أنه من سكان وهران، ضد مسلسل (أولاد الحلال)، لا أساس له من الصحة”.

وتابعت عن جريو أن “البيان مفبرك”، وأن “قناة النهار اتصلت به للعمل معهم، لكنه رفض العرض”.
وعن نجاح العمل قال جريو:”لا نستغرب ذلك، فقد كان منتظرا منذ لحظة التجاوب الكبير مع الإعلان الترويجي الذي بث قبل رمضان، كان يبدو على العمل حمله لطرح فني مختلف، وديكورات جديدة، مع أداء مغاير وإخراج مختلف وحكاية قريبة من المجتمع الجزائري، حين تشاهد “أولاد الحلال” تدرك أنك أمام عمل جزائري خالص وليس هنديا أو روسياً، لقد كنا أمام تحد كبير في إنتاج مسلسل يحافظ على جزائريته من ناحية التفاصيل، بخيرات تقنية أجنبية، وأظن أننا نجحنا في ذلك”.
وعبر مواقع التواصل كتب محمد بنخليفة: “نتعجب لبيان زعموا أنه لسكان مدينة وهران يندد أصحابه لتوقيف بث مسلسل “أولاد الحلال” الذي قد يكون أول تجربة تلفزيونية تجاوزت المألوف الرديء في ما يخص الدراما”.
وأضاف بنخليفة: “لقد نجح الفيلم في استقطاب عدد كبير من المشاهدين ويعتبر من أحسن المسلسلات الجزائرية وهذا دليل قاطع على أن العمل متميز ولا أعتقد أن حراس المعبد الذين نشروا بياناً ينددون فيه بالعمل الفني له قيمة أو تأثير”.
ونقلت صفحة “صُنع في الجزائر” صوراً من البيان المحتمل وعلّقت عليها “احتجاج سكان وهران لوقف بث مسلسل (أولاد الحلال)، ويبقى السؤال المطروح: هل هناك جهات معينة تريد جعل مدينة وهران مدينة للفسق والدعارة في هذا الشهر الفضيل”.
وعلّقت أمينة بوعامر: “مسلسل أولاد الحلال ألف بالمائة لا يعكس واقع وهران فقط، بل يعكس واقع الأحياء الشعبيّة وثُنائيّتي الخير والشّر فيها في 48 ولاية، مسلسل أولاد الحلال قمة في الإنجاز والأداء… لأنه تعودنا على مسلسلات كانت جُغرافيّتها العاصمة وغيرها، الآن وجب الخروج من المركزية في الأعمال الفنية لأن الجزائر متنوعة بثقافاتها ولهجاتها”.
أحدثت الأعمال الدرامية والبرامج الرمضانية المعروضة في الجزائر انقساماً بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بسبب محتواها، في وقت بلغت المنافسة بين القنوات التلفزيونية الخاصة التي تعرض الأعمال الفنية أشدها، من خلال محاولة كل واحدة منها بسط سيطرتها والتباهي بأعلى نسب مشاهدة في شهر يزداد فيه اهتمام العائلات الجزائرية بالأعمال الفنية.
وفي خضم المنافسة بين قناتي “الشروق” و”النهار”، أعلنت الأخيرة أن المسلسل التونسي الجزائري “مشاعر”، الذي تبثه يحظى بمتابعة واهتمام كبيرين من المشاهدين. إذ يحكي قصة اجتماعية عاطفية، على طريقة المسلسلات التركية، عن فتاة جزائرية تدعى زهرة أجبرتها عائلتها على الزواج من شاب لا تحبه يدعى عمار، لتهرب البطلة من الجزائر باتجاه تونس، حيث ستتعرف إلى طاهر في حادث سير.
ويشارك في المسلسل، الذي يمتد إلى 100 حلقة، فنانون جزائريون في مقدمهم حسّان كشّاش ونبيل عسلي وسارة لعلامة وعادل الشيخ، وتونسيون، على غرار هشام رستم وسامية رحيّم ومريم بن شعبان وأحمد الأندلسي وريم بن مسعود ومحمد بن مراد وسلمى محجوبي ومعزّ القديري، بينما تمتزج فيه الروح المغاربية بالخبرات التركية في الإدارة الفنية والسيناريو والإخراج.
ب/ص