من أبرز الظواهر في ألعاب الأطفال الحديثة التي افتتن به أطفالنا، بل وشبابنا، فأكل صحتهم وأوقاتهم، وأوغل في الـتأثير على أعصابهم، وتؤكد الدراسات على أن الأطفال المشغوفين بهذه اللعبة، يُصابون بتشنجات عصبية تدل على توغل سمة العنف والتوتر الشديد في أوصالهم ودمائهم، حتى ربما يصل الأمر إلى أمراض الصرع الدماغي. ومن المشاهد كذلك أن هناك ألعاباً ذات صور عارية، سواء في الكمبيوتر أو في ألعاب البلاي ستيشن أو الجوال، وتقوم هذه الألعاب بفكرتها الخبيثة على تحطيم كثير من الأخلاقيات التي يتعلّمها الطفل في المجتمع المسلم، وتجعله متحيراً بين ما يتلقاه من والديه ومعلميه وبين ما يدس له من خلال الأحداث الجارية، والصور العارية، والألفاظ والموسيقى، بوسائل تشويقية كثيرة. وهناك الكثير من الألعاب الغير مشروعة والتي تخرب عقول الناشئة، وفي المقابل على الأهل تعويد أبنائهم على الألعاب الجماعية؛ لأنها تُولد حب التعاون عند الأطفال ومهارات التواصل مع الآخرين، وعلى الأهل مشاركة أبنائهم باللعب مما يُولد جسراً متيناً بين الآباء والأبناء، ويغرس في نفوس الأبناء الثقة، ويساهم برفع الكبت عن الآباء. وقدوتنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يعلمنا اللعب مع الأطفال عندما يلعب مع الحسن والحسين ويركبهما على ظهره الشريف ويقول لهما: “نِعْمَ الْجَمَلُ جَمَلُكُمَا، وَنِعْمَ الْعِدْلانِ أَنْتُمَا”. إن الهدف هو استغلال وقت اللعب بما يعود بالنفع على الأبناء. فأبناؤنا بحاجة إلى التربية الترويحية والاستجمامية، وهذا النوع من التربية نفقده في المجتمع العربي، ولا شك في أن من واجبات البيت أن يفسح المجال فيه للعمل كما يفسح المجال فيه للراحة وهذا أمر مع الأسف لا يعترف به البيت العربي، أما الرياضة والترويض والنزهة والاستجمام والرحلة والتخييم، وما إلى ذلك من نشاط يعود على صاحبه بخير وفائدة فإنها أمور يجهلها معظمنا ومن هنا كان من واجب التربية المنزلية تعويد أولادنا الاستجمام الصحيح وتربيتهم عليه وتمكينهم منه، ثم جعل هذا الاستجمام جزءاً من الحياة اليومية يُستمتع به ويُستفاد منه.
الدكتور مسلم اليوسف