أصبحت الأجهزة الإلكترونية من الأساسيات الموجودة في حياة الناس على اختلاف مستوياتهم وفئاتهم وأعمارهم، حتى صرنا لا نستطيع الاستغناء عن هذه الأجهزة في جميع مجالات الحياة؛ فقد ساعدت هذه الأجهزة الناس في التواصل بعضهم مع بعض بطريقة سهلة واقتصادية، وأتاحت إمكانية التعرف على أشخاص جُدُد، ومن أماكن مختلفة في العالم، وساهمت في الحصول على المعلومات المختلفة. وبالرغم من الفوائد العديدة للأجهزة الإلكترونية بشتى أنواعها، لكنها لا تخلو من السلبيات والأضرار علينا وعلى أولادنا، وما أكثر الآهات والصرخات التي نسمعها ونقرؤها من الآباء والأمهات عندما يرون أجهزة أولادهم وما فيها من المخالفات الشرعية والتربوية والسلوكية، وكيف أثرت على عقولهم وأفكارهم وعواطفهم وعلاقاتهم وسلوكياتهم!. تقول أحد الأمهات: دخلت الغرفة على ابني وهو غارق في نومه، وفي يده جهازه الإلكتروني، ولما أخذت منه جهازه، هالني ما رأيت؛ إذ كان يشاهد موقعًا إباحيًّا ومشاهدَ عاريةً، ابني يبلغ من العمر العاشرة. وأخرى تقول: اكتشفت أن ابني يتابع مواقع منحرفة فكريًّا، تُشجِّع على العنصرية، وأخرى ابنتها مدمنة على الألعاب الإلكترونية التي تظهر القسوة في التعامل مع الناس. أيها الآباء وأيتها الأمهات، علينا أن نعلم أولادنا أن الأجهزة الإلكترونية نعمة من نِعَم الله علينا إذا أحسنا التعامل معها، وأن الله سيسألنا عن استخدامنا لها، سواء في الخير أو في الشر؛ ولذا علينا:
– أن نعلمهم طريقة استخدامها في الخير والدعوة إلى الله، وتطوير الذات وتنمية المهارات والهوايات، وأن ندلهم على المواقع الآمنة والمفيدة التي تساعدهم على تنمية قدراتهم ومواهبهم.
– أن نحذرهم من الإدمان عليها، فالإدمان يصيب مستخدمها بالتوتُّر والقلق والانزعاج والعزلة عن الناس، والاكتئاب وقلة النوم وانخفاض المستوى التعليمي، وضعف البصر وتقوُّس الظهر.
– أن نساعدهم في وضع جدول متوازن في اليوم والليلة، يؤدي إلى إنجاز مهامهم وواجباتهم، حتى لا يؤثر على عبادتهم ومذاكرة دروسهم ومساعدة والديهم، وأنشطتهم وألعابهم الحركية.
موقع إسلام أون لاين