ترتبط مُتَلازِمة المبيض متعدِّد الكيسات بطائفة متنوعة من المشاكل الصحية طويلة المدى التي تؤثر على الرفاه الجسدي والعاطفي، ونظراً لشيوع هذه الحالة بين النساء، وتدني معدلات تشخيص الإصابات بها، وصعوبات معالجتها، وعمق تداعياتها ومضاعفاتها، إليك الحقائق الستّ التالية:
بين عموم نساء العالم، تعتبر مُتَلازِمة المبيض متعدِّد الكيسات مشكلة صحية واسعة الانتشار.
وتوضح “منظمة الصحة العالمية» ذلك بقولها: «تشير التقديرات إلى أن مُتَلازِمة المبيض متعدِّد الكيسات تصيب نحو 8 إلى 13 في المائة من النساء في سن الإنجاب”.
وهذا يعني أنها من بين أعلى الـ 5 مشكلات الصحية انتشاراً بين المراهقات والشابات. ولكن الأهم من هذا هو ما أردفت قوله بأنه «ما زال نحو 70 في المائة من النساء المصابات بهذا المرض في العالم لم تُشخَّص بعد حالاتهن»، ولا يعرفن أن سبب اضطرابات الدورة الشهرية لديهن، أو العقم، أو نمو شعر الوجه وشعر مناطق أخرى بالجسم، أو حتى الإصابة بمرض السكري بسبب هذه المشكلة الصحية.
الآثار النفسية والبدنية لهذه الحالة الشائعة، التي لا يتم في الغالب تشخيص وجودها، ذات تأثيرات صحية عميقة على خصوبة المرأة وعلى مظهرها الجمالي. وتضيف «منظمة الصحة العالمية» قائلة: “ويمكن أن تتسبب الآثار البيولوجية والنفسية لمُتَلازِمة المبيض متعدِّد الكيسات، ولا سيما تلك المتصلة بالسمنة وصورة الجسم والعقم، في مشاكل مرتبطة بالصحة النفسية والوصم الاجتماعي”.
العقم والأمراض المزمنة
تؤكد المصادر الطبية أن مُتَلازِمة المبيض متعدِّد الكيسات أحد الأسباب الأكثر شيوعاً للعقم عند النساء على مستوى العالم. ولكن أيضاً، كما توضح «المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية» أنه «يمكن أن تصاب النساء المصابات بمُتَلازِمة المبيض متعدِّد الكيسات بمشاكل صحية أخرى مهمة، خاصة إذا كن يعانين من زيادة الوزن»، ومنها:
– مرض السكري؛ إذ يصاب أكثر من نصف النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض بمرض السكري من النوع 2 عند سن الأربعين.
– سكري الحمل الذي يعرِّض الحمل والطفل للخطر. ويمكن أن يؤدي إلى مرض السكري من النوع 2 في وقت لاحق من الحياة لكل من الأم والطفل.
– أمراض القلب، فالنساء المصابات بمُتَلازِمة المبيض متعدِّد الكيسات أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض شرايين القلب، وتزداد احتمالات هذه الخطورة مع تقدم العمر.
– ارتفاع ضغط الدم الذي يمكن أن يلحق الضرر بالقلب، وشرايين القلب والدماغ، والكليتين.
– ارتفاع نسبة الكولسترول الخفيف (LDL) الضار، وانخفاض نسبة الكولسترول الثقيل (HDL) الجيد؛ ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض شرايين القلب.
– انقطاع التنفس أثناء النوم وهو اضطراب يتسبب في توقف التنفس أثناء النوم، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع 2.
– السكتة الدماغية، نمو اللويحات (تراكم الكوليسترول وخلايا الدم البيضاء) في جدران الشرايين، يتسبب بانسداد الأوعية الدموية، ويمكن أن يؤدي إلى جلطات دموية، وبدورها يمكن أن تسبب سكتة دماغية.
أسباب الإصابة
لا يُعرف السبب الدقيق للإصابة بمُتَلازِمة المبيض متعدِّد الكيسات. وتقول “منظمة الصحة العالمية»: «لا يُعرف حتى الآن سبب مُتَلازِمة المبيض متعدِّد الكيسات، بيد أن النساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي أو المصابات بداء السكري من النوع 2 هن أكثر عرضة من غيرهن للإصابة به”.
وتضيف «المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية» بقولها: “الأسباب الدقيقة غير معروفة في الوقت الحالي، لكن مستويات الأندروجين الأعلى من الطبيعي تلعب دوراً مهماً. الوزن الزائد والتاريخ العائلي – الذي يرتبط بدوره بمقاومة الأنسولين – يمكن أن يساهما أيضاً”.
الأعراض والتشخيص
تذكر «منظمة الصحة العالمية» قائلة: «يمكن أن تختلف أعراض مُتَلازِمة المبيض متعدِّد الكيسات من شخص إلى آخر. وقد تتغير الأعراض مع مرور الوقت، وغالباً ما تحدث دون عامل مسبب واضح». وتضيف قائلة: وتشمل الأعراض المحتملة ما يلي:
– دورات شهرية غزيرة أو طويلة الأمد أو متقطعة أو لا يمكن التنبؤ بها أو غياب الدورات الشهرية تماماً
– العُقم
– حب الشباب أو البشرة الدهنية
– الشعر الزائد على الوجه أو الجسم
– الصلع الذكوري أو ترقُّق الشعر
– زيادة الوزن، خصوصاً حول البطن
خطوط عامة لمعالجات تستهدف تخفيف الأعراض والتداعيات
تعترف جميع المصادر الطبية العالمية بأنه لا يوجد حتى اليوم وسيلة علاجية تزيل حالة الإصابة بمُتَلازِمة المِبيض متعدِّد الكيسات. ولكنها في الوقت ذاته لا تقف مكتوفة الأيدي، بل كما تقول «منظمة الصحة العالمية»: “متلازمة المبيض حالة مزمنة ولا يمكن علاجها. ومع ذلك، يمكن التخفيف من بعض أعراضها عن طريق تغيير نمط الحياة وباستخدام الأدوية وعلاجات الخصوبة”.
ويضيف أطباء «مايو كلينك»: “يركز علاج مُتَلازِمة المبيض متعدِّد الكيسات على علاج الأعراض التي تقلقك. ويمكن أن تتضمن العقم أو كثرة الشعر أو البثور أو السُمنة. وقد يتضمن العلاج الموصوف لكِ إحداث تغييرات في نمط الحياة أو تناول الأدوية”.
وللتعامل مع اضطرابات الدورة الشهرية، ثمة عدة وسائل دوائية، ومن أهمها حبوب منع الحمل المحتوية على كل من هرمون الأستروجين والبروجستين، حيث تقلل هذه النوعية المركبة من حبوب منع الحمل، من إنتاج الأندروجين (هرمون الذكورة) وتنظم مستوى الأستروجين. كما يساعد تنظيم الهرمونات على تقليل مخاطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم، ويعالج النزف غير المنتظم، ويقلل نمو الشعر الزائد وحب الشباب.
وللمساعدة على حصول خروج البويضة (الإباضة) لتلقيحها من أجل حدوث الحمل، قد يوصي الطبيب بدواء الكلوميفين، الذي يُؤخذ عبر الفم كمضاد للأستروجين، خلال المرحلة الأولى من الدورة الشهرية.
وكذلك يمكن تناول دواء ميتفورمين، الذي هو بالأصل دواء لعلاج مرض السكري. وفي حالات مُتَلازِمة المبيض متعدِّد الكيسات يعمل على تخفيف مقاومة الأنسولين وخفض مستويات الأنسولين وإبطاء تطور مرض السكري من النوع 2 وإنقاص الوزن، وأيضاً في تحفيز عملية الإباضة. وقد يلجأ الطبيب إلى الأدوية الهرمونية التي يتم تلقيها عن طريق الحقن، لتنشيط الإباضة ورفع احتمالات حصول الحمل.
ولتقليل فرط نمو الشعر أو تخفيف حب الشباب، قد يوصي الطبيب بحبوب منع الحمل، لخفض إنتاج الأندروجين الذي قد يسبب فرط نمو الشعر وحب الشباب. وأيضاً ثمة دواء سبيرولاكتون، الذي هو بالأصل من أدوية زيادة إدرار البول، وهو وإن كان بإمكانه منع ظهور آثار الأندروجين على الجلد، كفرط نمو الشعر وحب الشباب، إلا أنه لا يُوصى بتناول هذا الدواء إذا كانت المرأة حاملاً أو تنوي الحمل، وإزالة الشعر بالليزر من الخيارات الشائعة، ويظل المهم المتابعة مع الطبيب.