أهمية الطهارة والنظافة في الإسلام 

أهمية الطهارة والنظافة في الإسلام 

 

لقد حرص الإسلام على بناء الشخصية المسلمة على النظافة والطهارة وبالغ في ذلك؛ حيث اشتملت أحكام الطهارة على تفاصيلَ هامة في تتبع الحياة الشخصية للفرد والمجتمع، ومع ذلك فمن أهم ما يميز شعائرنا في باب النظافة أنها مبنية على أساس ديني بين المثوبة أو العقاب. لقد أفاضت كتب الفقه ببيان أحكام التطهر والوضوء وما يسبقه، ويكفينا في باب الإغراء لهذا الطهر أن اسمه “الوضوء” من الوضاءة والحسن، وأن ما يسبقه من التنظف دليل على النجاة من الخبث والنجس واسمه “استنجاء”، وأن الفقهاء تجشموا عناء البحث والتنقيب في الآثار، ودبجوا المباحث العظام في شأن “الطهارة” وحدها، فهذا عنوان النظافة في حضارتنا الإسلامية: طهارة ووضوء ونجاة. كما اهتمت أيضًا ببيان أحكام المياه، والدبغ والسواك، والغسل الواجب والمسنون، والمسح على الخفين والجبيرة والتيمم، كما اختصت المرأة المسلمة ببيان أحكام ما يعرض لها من الدماء.

وقد حرص الإسلام على نظافة البيئة التي يعيش فيها الإنسان من أرض وماء ومساكن ومن أفنية ودور وطرق، وفي شأن الماء بالذات جاء التحذير بألَّا ينجِّسه ولا يقذره ببول ولا ما شابه ذلك؛ فعن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يُبال في الماء الراكد”؛ صحيح مسلم، وعن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “اتقوا الملاعن الثلاث، قيل: ما الملاعن يا رسول الله؟ قال: أن يقعد أحدكم في ظل يستظل فيه، أو في طريق، أو في نقع ماء”؛ ومن جماليات الإسلام في تنظيف البيئة أن يخلوَ طريق الناس من كل قذر وأذًى؛ فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الإيمان بضع وسبعون – أو بضع وستون – شعبةً، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان” صحيح مسلم.