أهمية الأنشطة في حياة الأسرة

أهمية الأنشطة في حياة الأسرة

تربية الأولاد تمُرُّ بعدة مراحل: الطفولة والمراهقة والشباب ثم النضج، وكلها مراحل تتميز بالتطور والتشكُّل في مختلف جوانب الشخصية الإنسانية، وفيها يواجه البنون والبنات العديد من المشاكل والمعوِّقات، الأمر الذي يؤكد على حاجتهم الماسَّة إلى بعض الألعاب والأنشطة التربوية الترويحية والترفيهية، وذلك لتحقيق ذواتهم، ومجابهة ما يقف أمامهم من صعاب، فكان لزامًا على الوالدين والمسؤولين عن تربية الأولاد التعرف على مطالبهم واحتياجاتهم، والعمل على إشباعها من خلال الأنشطة. إن المواظبة على الحزم والجد في كل الأحوال أمرٌ شاقٌّ على نفس الشاب والفتاة؛ لأن النفس مجبولة على المراوحة والاستجمام، وهنا نجد مراعاة النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الحاجة مع أصحابه، كما أَذِنَ للحبشة أن يلعبوا في مسجده الشريف بحرابهم وسهامهم على عادتهم، وأَذِنَ لأُمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالنظر إليهم؛ مراعاة منه لحاجتها إلى الترفيه، تقول رضي الله عنها: “وَاللَّهِ لقَدْ رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَقُومُ علَى بَابِ حُجْرَتِي، وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ بحِرَابِهِمْ، في مَسْجِدِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، يَسْتُرُنِي برِدَائِهِ؛ لِكَيْ أَنْظُرَ إلى لَعِبِهِمْ، ثُمَّ يَقُومُ مِن أَجْلِي، حتَّى أَكُونَ أَنَا الَّتي أَنْصَرِفُ، فَاقْدِرُوا قَدْرَ الجَارِيَةِ الحَدِيثَةِ السِّنِّ، حَرِيصَةً علَى اللَّهْوِ”؛ رواه مسلم.

إن النشاط هو ذلك الوقت الذي يكتسبه الإنسان لنفسه بعيدًا عن التعليم الرسمي، أو العمل، أو المسؤوليات المنزلية، أو أداء وظائف أخرى في الحياة، وله الحرية في أنْ يفعل فيه ما يشاء من تفاعل مع العائلة، أو الأسرة، أو قضاء الوقت بشكل منفرد، أو لتطوير الجسد في الرياضة بأنواعها، أو لتطوير المهارات العقلية والفكرية وتطوير الذات. كما تُعَدُّ الألعاب والأنشطة المفيدة من الحاجات الأساسية لأفراد الأسرة؛ فهو يُخفِّف حدة الضغوط والمشكلات التي يواجهونها في الحياة، كما تسهم بشكل ملحوظ في تفريغ الانفعالات المكبوتة لديهم، وحدة القلق والتوتُّر النفسي، وتمنح الشعور بالسعادة والرِّضا والبهجة، واللعب يعمل على استعادة الطاقة المفقودة من أداء الواجبات العملية والرسمية، ويدعم صحة الشاب والفتاة، ويشبع احتياجاتهم الجسمية، ويكسبهم المهارات الحركية والقوام المعتدل والمظهر الحسن. أما إذا كانت الألعاب والأنشطة بشكل جماعي، فهي تساعد على التعاوُن والانسجام والقدرة على التكيُّف مع الآخرين، كما تسهم في تقوية العلاقات واحترام الغير، والمودَّة، والصداقة، والأُخُوَّة، والثقة بالآخرين، والولاء للمجتمع والوطن، وإنكار الذات، وحب العمل، وأداء الواجب، والتطوُّع للخدمات الاجتماعية، كما أن الأنشطة الجماعية قد تكون عاملًا مُحفِّزًا لتنمية مهنة المستقبل، من خلال تنمية مهاراتهم وقدراتهم التي قد تبدأ بهوايةٍ يُمارسها الفرد في حياته اليومية، ثم يُنمِّيها ويُطوِّرها؛ حتى تنتهي بمهنةٍ يحترفها في مستقبل حياته. أيها الآباء وأيها المسؤولون عن تربية الشباب والفتيات، عليكم عند اختيار الأنشطة والألعاب والأخذ بعين الاعتبار التالي:

أولًا: ألَّا يكون اللعب والترفيه في أنشطة تلحق الضرر بأفراد الأسرة أو بالآخرين سواء كان الضرر ماديًّا، أو معنويًّا، أو حسيًّا.

ثانيًا: اختيار الوقت المناسب بحيث لا يؤثر في واجباتهم الدينية أو الدراسية أو المنزلية أو الأسرية.

ثالثًا: الابتعاد عن الإسراف في اللعب والترفيه خصوصًا فيما يتعلَّق بالوقت والمال والصحة.

رابعًا: أن يكون له أهداف وأثر إيجابي في أفراد الأسرة وفي المجتمع والوطن.

 

من موقع الالوكة الإسلامي