لا شكَّ أن الأسرة هي جزء مُهِمٌّ من المجتمع؛ بل هي ركيزة عظيمة في بنائه؛ حيث إن المجتمع هو تلك الأُسَر المجتمعة، يشدُّ بَعْضُها بَعْضًا، يسود بين تلك الأُسَر المودَّة، والرحمة، والتعاطُف، والتكاتُف، وقد ورد في الحديث قول النبي صلَّى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادِّهم، وتعاطُفِهم، وتراحُمِهم؛ كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عُضْوٌ تداعى له سائرُ الجسد بالحُمَّى والسهر”. إنَّ ترابُط الأسرة فيما بينها؛ يعني: ترابُط هذا المجتمع وتماسُكه، فكم هو جميل جدًّا أن نرى ونسمع من واقعنا الإيجابي في أُسَرِنا أُسَرًا مُتماسكةً في تواصُلِها، جعلوا المنهج النبوي مَنْهَجًا لهم في التعامُل والتواصُل والابتسامة! والتفاهُم يسود هؤلاء، فوالله إنهم لفي سعادة الدنيا قبل الآخرة. لا شكَّ أن هذا محض توفيق الله تبارك وتعالى لهم، وعندما تُلْقي نظرةً ثاقبةً على واقِعِ الأُسَر، فإنك تستنتج أسبابًا عدة، أوصلت بَعْضَ الأُسَرِ إلى السعادة المجتمعية بينهم، ولعلَّ من أهم هذه الأسباب:
السبب الأول: حرص كل منهم على بناء الأسرة بالتعامُل النبوي الكريم الذي يضمن بإذن الله تعالى اجتماعَهم وعدم تفرُّقهم، وذلك من خلال التواصُل، والتعاطُف، ومحبة كل منهم للآخر، كما يحبُّ لنفسه، ونحو ذلك مما يكون من مخرجاته أسرة إيجابية.
السبب الثاني: تكافُل هذه الأسرة بأفرادها ماديًّا وتربويًّا مما يجعل الفرد يُحِسُّ بقوة الانتماء العاطفي لهذه الأسرة، ويجعله معهم قائمًا مقام الجسد الواحد.
السبب الثالث: التناصُح بين أفراد هذه الأسرة في المجالين: الديني والدنيوي، وعدم الحديث عن الشخص منهم بغيبةٍ أو نميمةٍ؛ بل يتمُّ التوجيه المباشر وغير المباشر على مقتضى ما ورد في سُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم.
السبب الرابع: التشجيع الذي يجده الفرد من الأسرة في الإنجاز سواءً من الصغير أو الكبير أو معهما جميعًا كلٌّ بحسبه. إن مثل هذه الأسباب وغيرها مما يماثلها تضمن بإذن الله تعالى تماسُكَ هذه الأُسَر، وبناءها البناء السليم، وإذا تماسكَتِ الأُسَر، تماسَكَ المجتمع، فصارَ مجتمعًا مثاليًّا في أخلاقه وتصرُّفاته.
موقع إسلام أون لاين