أهملنا الشعر والقصة في عصر الرواية

elmaouid

هي من الأديبات المتميزات بأسلوب إبداعي فريد، كرست اختصاصها في علم النفس لخدمة الأدب كما كرست أدبها لنصرة المرأة والحديث عن آلامها وآمالها والاعتزاز بنضالها، لها تجربة إبداعية طويلة في الرواية والبحث في التراث والنقد الأدبي، إنها الأستاذة، عائشة بنور التي التقتها “الموعد اليومي” خلال جلسة بيع بالإهداء لروايتها الجديدة “نساء في الجحيم” بالصالون الدولي للكتاب فكان لها معها هذا الحوار.

 

– بداية.. من هي عائشة بنور؟

* عائشة بنور، روائية، كانت بداياتي مع الكتابة منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي، لدي العديد من المؤلفات والإصدارات، منها رواية “الصوت والصدى”، “سقوط فارس الأحلام” الذي صدرت طبعته الأولى عن دار نور شاد والثانية الصادرة عن منشورات العراق “النيبور”، رواية “اعترافات امرأة” الحائزة على جائزة الإبداع والاستحقاق الأدبي بلبنان وجائزة نعمان الأدبية في طبعتين، الطبعة الأولى عن منشورات الحبر، والثانية عن دار الحضارة بالإضافة إلى آخر إصدار، وهو رواية “نساء في الجحيم” عن منشورات الحضارة دائما، كما كانت لي العديد من الدراسات النقدية منها “قراءات سيكولوجية في روايات وقصص عربية”، بالإضافة إلى مجموعة من القصص للأطفال فيما يخص الحكاية الشعبية الجزائرية رفقة الأديب رابح خدوسي، كما أساهم في دراسات حول “المرأة والطفل”.

 

– الكثير من الكتاب الجدد يُتبعون صفة الكاتب بكونهم نقادا، فهل كل كاتب ناقد؟

* ليس من السهل أن تكون ناقدا وكاتبا في نفس الوقت، فعملية النقد بالغة الأهمية، وأن يكون الكاتب ناقدا أمر صعب للغاية، ولكن يمكن أن نقول بأن عملية النقد مهمة لدراسة الأعمال الأدبية والإبداعية خاصة لجيل الشباب الذي نراه الآن يكتسح المجال الأدبي بقوة، وهذا يدل على أن هناك تنوعا ثقافيا وإبداعيا جديدا بمختلف الرؤى الإبداعية، وأن يكون الكاتب ناقدا، لا أعتقد ذلك، لأن مهمة النقد كبيرة وجد صعبة وهي من اختصاص الدارسين في الجامعات، وإذا مارس الكاتب العملية النقدية فقد تكون انطباعية أكثر منها دراسات نقدية تخضع لعدة معايير فلسفية وسيكولوجية وطرائق مختلفة ومنهجية، وبالتالي لا يمكن أن يكون الكاتب ناقدا ومبدعا في نفس الوقت.

 

ـ حدثينا عن روايتك الجديدة؟

*إصداري الجديد “نساء في الجحيم”، هي رواية جديدة مهداة إلى الشعب الفلسطيني، فهي خاصة في كل تفاصيلها بالشعب الفلسطيني ومفتوحة على كل القراءات والرؤى المتعددة التي تخص الشعب الفلسطيني من الناحية الإجتماعية، السياسية، الثقافية وحتى الرومانسية. إنها رواية حاولت من خلالها رصد مسيرة المرأة الفلسطينية ونضالها ضد الاحتلال، بالإضافة إلى أنها تجسد علاقة الكاتب غسان كنفاني بغادة السمان، وكلاهما يعشق الوطن بطريقته الخاصة، كما أن الرواية تحاول تجسيد أهم المعالم الأثرية الموجودة في فلسطين، من خلال التجول عبر مختلف المدن كـ “يافا” و”عكا” وهي المحور الرئيسي في الرواية وبطلتها “أيلول” التي تعاني التهجير والمنفى، بالإضافة إلى الأهازيج الشعبية التي تختص بها فلسطين والفلسطينيين.

 

– من الملاحظ من عناوين رواياتك، تركيزها على المرأة على غرار “اعترافات امرأة”، “نساء في الجحيم”.. ما هو في نظرك واقع المرأة الجزائرية والعربية كانسانة وكمبدعة؟

* منذ بدأت الكتابة وأنا أكتب عن المرأة، يعني أن كل كتاباتي مخصصة فقط للمرأة التي تعاني في المداشر والقرى النائية، وتعاني في عمق الجزائر من السلطة الذكورية وربما من بعض العادات والتقاليد التي تتحكم في حياتها.

 

– هل أنت مع ما ذهبت إليه عدة أديبات من أن الأدب الذكوري طغى على الأدب الأنثوي؟

* بصراحة لا أحبذ مصطلح الأدب النسوي والأدب الرجالي فكلاهما يكمّل الآخر، إذ أن الأدب يصب في روافد الحضارة الانسانية رغم أن هناك بعض الدراسات التي ترى غير ذلك.

 

– نلاحظ انتشار الرواية في الجزائر أكثر من الشعر، هل هذا مؤشر على أن هذا العصر عصر رواية؟

* يقول جابر عصفور، إنه عصر الرواية، وهو بالفعل كذلك، لأن هناك تدعيم للرواية من طرف المؤسسات الثقافية من ناحية الجوائز، فضلا عن تهافت دور النشر على طبع الرواية. وتبقى المؤسسة الثقافية مطالبة بالاهتمام أيضا بالكتابة الشعرية والقصصية التي تزخر بأسماء جميلة جدا ولها العديد من المساهمات وتحصلت على العديد من الجوائز الأدبية.

 

ـ ما هي مشاريع عائشة بنور المستقبلية في المجال الأدبي؟

* أنا الآن أعتكف على دراسة قيّمة لنضال المرأة الجزائرية أثناء ثورة التحرير الوطني، وهي عبارة عن شهادات وحقائق، كما أنها دراسة تخص الجانب السيكولوجي تقف عند معاناة نسائنا من التعذيب في السجون. لقد حاولت جمع العديد من الشهادات من مختلف النساء اللواتي لم تسمح لهن الظروف ليكتب عنهن من قبل.