أهلي يرفضون زوجتي بسبب الفارق الاجتماعي بيننا

elmaouid

أنا صديقكم محمد من المدنية، عمري 35 سنة، كنت في غمرة سعادتي باختيار شريكة حياتي التي اخترتها دون كل البنات، ووجدت نفسي أمام حقيقة مؤلمة تجبرني على التعامل معها كأمر واقع لا مفر منه. فأسرتي لا

تعارض فقط هذا الزواج بل ترفض بشكل مطلق الفتاة التي اخترتها وقررت الارتباط بها. ولم يخطر على بالي قط أن يستمر الإصرار على الرفض حتى أقسمت أمي أنها لن تستقبلها في بيتنا ما دامت على قيد الحياة معتمدة في رفضها على الفارق الاجتماعي الكبير بين أسرتينا.

وهنا جاء دور الخيار الصعب؛ فلم أتردد في إخبار فتاتي التي تلقت الخبر بكثير من الحزن وخيبة الأمل، خاصة أن أسرتها كانت تنتظر زيارة أسرتي لهم بحسب الأصول والعرف. لم تتغير نظرتي إلى فتاتي بعد أن قبلت بي من دون موافقة أهلي.فقد وقفت أسرتها إلى جانبنا.

تزوجت فتاة أحلامي رغما عن أهلي وبعد سنة مضت على زواجنا. زوجتي كانت ولا زالت تحمل كل تلك الصفات التي حلمت بأن أجدها في فتاة أحلامي وشريكة حياتي، وحاولت أن أقربها من أهلي لكنهم لا زالوا مصرين على موقفهم الرافض.

فماذا أفعل مع أهلي ليقبلوا بشريكة حياتي؟

  الحائر /محمد من المدنية

 

الرد:

إن موافقة الأهل على عروس ابنهم شكل من أشكال التقاليد التي يفرضها المجتمع الجزائري  أو نوع من أنواع الوصايا التي يمارسها أولياء الأمور على أبنائهم.

وإذا ما كان الشاب في حاجة إلى موافقة أهله من الطبيعي أن نضع في عين الاعتبار أن على الشاب احترام رأيهم في موضوع زواجه؛ فزوجته المستقبلية ستكون جزءا من أسرته حتى إن كان قادراً على الاستغناء عنهم مادياً. فالأمر لا ينحصر في الأمور المادية بل يتعداها إلى الهيكل الاجتماعي والنفسي للأسرة الذي يعتمد في الدرجة الأولى على قوة الحوار بين أفراد الأسرة الواحدة وقوة التضامن فيما بينهم، ومن ثم تداعيات سلبية لهذا الرفض لاحقاً.

 فالحياة الزوجية التي ستربط الشابين فيما بعد ستواجه مواقف صعبة نتيجة تأصل فكرة الرفض في عقل الزوجة التي لن تنسى يوما أنها رفضت من قبل عائلة زوجها الأمر الذي سيجر عليها خلافات وأزمات ذات تأثير سلبي في العلاقة بشكل مباشر. ومن البديهي أن ترفض عائلتك زوجتك كونها أقل مستوى منك لأن هذا الفارق الاجتماعي سيجلب من وجهة نظر عائلتك وبالأخص والدتك الكثير من المتاعب النفسية.

وطالما أن الزواج حدث منذ سنة ومازالت عائلتك مصرة على موقفها الرافض ليس أمامك سوى المحاولة مرات ومرات لإرضاء أهلك وتطييب خاطرهم حتى وإن صدوك فحاول أنت.

وعليك تقريب زوجتك منهم حتى يتعرفوا عليها عن قرب.

وبالتأكيد في هذه الحالة سيحبونها ويقبلونها بينهم ويعرفوا أنهم أخطأوافي حقها. فلا تقلق أخي محمد وتعامل مع أهلك بذكاء. بالتوفيق.