ترددت في البداية في طرح مشكلتي عليك سيدتي الفاضلة، لكن عدلت عن قراري بعدما عجزت عن إيجاد حل لها يريحني من العذاب الذي أتخبط فيه، وباختصار شديد هذا محتواها.
أنا صديقكم سعيد من رويبة، متزوج وأب لثلاثة أولاد، أعيش في بيت مستقل عن عائلتي الكبيرة، وهذا بعد كثرة المشاكل بين زوجتي وأهلي خاصة مع والدتي وشقيقتي التي لم يكتب لها رب العالمين الزواج. وتفاديا لاستمرار المشاكل استأجرت مسكنا عند الخواص، لكن المشاكل لا زالت موجودة بين الطرفين، فزوجتي قطعت علاقتها نهائيا بأهلي ومنعت أولادي من زيارتهم، وأهلي يتهمونني بعدم المسؤولية وتسلط زوجتي وتحكمها في كل شيء.
لقد تأثرت كثيرا بكلام أهلي وطلبت من زوجتي أن تزورهم خاصة والدتي كما تفعل مع والدتها فرفضت. وفي الحقيقة لم أرغب في إجبارها كونها حرة في هذا الأمر، وقررت أن أقطع علاقتي بأهلها وألا أزورهم.
وما يؤلمني أكثر في هذا الأمر كلام أهلي عني وحتى الجيران أصبحوا ينظرون إلي بعين ناقصة، ولذا لجأت إليك سيدتي الفاضلة لمساعدتي في حل هذه المشكلة وكيف أقنع زوجتي بالعدول عن قرار قطع علاقتها بأهلي رغم أن الأمر لا يستدعي ذلك.
الحائر: سعيد من رويبة
الرد: من حق زوجتك أن تعيش حياة مستقلة عن أهلك، لكن ليس من حقها أن تقطع علاقتها بهم وتمنع أولادها من زيارتهم وبالمقابل لم تفعل ذلك مع أهلها. ويبدو أنك تماديت في هذا الأمر وكنت تسمع لطرف واحد فقط وهو زوجتك دون وضع حد للمشاكل التي كانت بين زوجتك وأهلك بطريقة عقلانية خاصة وأنك قلت أن المشاكل كانت تافهة، وأيضا كون أهلك يتكلمون عنك كلاما غير لائق لأنهم لاحظوا أنك لا تملك مواقف صارمة وليست لك سلطة على زوجتك، وكنت مطالبا بتلطيف الجو وإجبار زوجتك على زيارة أهلك كما تفعل مع أهلها، خاصة أمك فهي مطالبة باحترامها والتودد لها ومعاملتها كما تعامل أمها مهما كانت المشاكل.
وعليك أخي سعيد أن تتحدث بصراحة في هذا الموضوع وتجبر زوجتك على زيارة أمك ولا تمنع أولادكما من زيارتهم أيضا، وأنتما مطالبان بإبعاد الأولاد عن هذا الجو المكهرب، واتخاذك لقرار عدم زيارتك لأهلها ليس حلا للمشكل.