أهداف الحرب لم تتحقق في غزة.. قبول صفقة تبادل الأسرى اعتراف صهيوني بالهزيمة

أهداف الحرب لم تتحقق في غزة.. قبول صفقة تبادل الأسرى اعتراف صهيوني بالهزيمة

بعد سريان الهدنة الموقتة بين الاحتلال والمقاومة في غزة، بدأت تتعالى انتقادات داخل كيان الاحتلال لعدم تحقيق الأهداف المُعلنة للحرب على قطاع غزة، حيث وافق قادة كيان الاحتلال على هدنة الأيام الأربعة، التي أملت المقاومة الفلسطينية أغلب شروطها عبر الوسطاء، وكان ذلك اعترافا صهيونيا صريحا بالهزيمة في حرب قاربت الخمسين يوما، فالسياسة هي امتداد للحرب بوسائل أخرى، ونتائج أي مفاوضات مرتبطة بموازين القوى على الأرض، وحماس فرضت شروطها في تبادل الدفعة الأولى من الأسرى.

تجرع الاحتلال سم الهزيمة، وهو ما خضع له الثلاثي المهزوم في قيادة الاحتلال (نتنياهو وغالانت وغانتس)، وكانوا جميعا يصرون على إطلاق سراح ما يسمونه كل الرهائن لدى حماس بلا مقابل. وفي هذا السياق، علق جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيس دونالد ترامب، على صفقة التبادل الجزئية للأسرى بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية. ووصف بولتون الصفقة بأنها “انتصار” لحركة حماس”. وكتب بولتون مقالا بصحيفة “ذا تيليغراف” البريطانية، بعنوان: “حققت حماس للتو انتصاراً كبيراً على إسرائيل”. وختم بولتون مقاله بالقول: “إن الخطر السياسي الحاسم الذي تواجهه إسرائيل هو تقويض تصميمها على القضاء على حماس. والأمر الأكثر خطورة هو قوة الدعم الأمريكي، الذي بدأ يضعف بالفعل”. وسلطت وسائل إعلام الضوء على فشل تحقيق الأهداف المُعلنة للعدوان على قطاع غزّة، وتشير إلى رفض هيئة الرقابة العسكرية في كيان الاحتلال الكشف عن خارطة عمليات “الجيش” في غزّة. وتحدثت عن التحديات التي تواجه “جيش” الاحتلال في قطاع غزّة، مؤكدة قوة المقاومة الفلسطينية، ومشيرة إلى أن حركة حماس “لم تنهار بعد”. وأبدى نتنياهو عجرفة لفظية وبالغ في ظنونه بإمكان تحرير الرهائن بالقوة المسلحة، ثم تبين له أنه كان يطارد سرابا، وفشلت حملة عشرات الآلاف من جنوده ونخبة ضباطه في شمال غزة، وصدمته خسائر قواته المفجعة، وكان طبيعيا بعدها، أن يحني العدو رأسه المنكسة منذ هجوم السابع من أكتوبر المزلزل، وأن يتقبل صاغرا ما أعلن رفضه لمرات، وأن يوافق وحكومته ومجلس حربه على وقف إطلاق نار مؤقت، وعلى منع الطائرات الحربية من التحليق خلالها في سماء غزة، وعلى مضاعفة تدفق المساعدات وشاحناتها بما فيها الوقود إلى القطاع جنوبا وشمالا، وأن يعترف ضمنا بدوام حكم حركة “حماس” في غزة، وهو الذي وصف حماس مرارا وتكرارا بالإرهابية والداعشية، بينما كسرت حماس وفصائل المقاومة أنف كيانه الإرهابي الوحشي الهمجي، الذي أخفق في قتال الرجال وجها لوجه، ومن المسافة صفر القاتلة، وراح يصب جام غضبه الانتقامي على المدنيين العزل.