– المعاملات المحرمة كالربا: والربا من كبائر الذنوب ومن أشدها إثمًا، قَاْلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ” وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ” البقرة: 275، ولقد جاء التحذير من خطورة الربا أو التعامل به في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: “لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَقَالَ: هُمْ سَوَاءٌ”؛ رواه مسلم.
– ومن المكاسب المحرمة الاختلاس من المال العام: كاختلاس شيء من أموال الدولة ولو كان شيئًا يسيرًا، وهو من الغلول الذي قال الله فيه: ” وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ” آل عمران: 161.
– ومن المكاسب المحرمة ما يكسبه الإنسان عن طريق الاحتيال أو الغش، ومن الغش عدم الإفصاح عما في السلعة من عيوب تنقص قيمتها، وهذا يقع كثيرًا في تعامل الناس مع بعضهم طمعًا في الحصول على أكبر نسبة من المال، وفي صحيح مسلم أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَرَّ علَى صُبْرَةِ طَعامٍ، فأدْخَلَ يَدَهُ فيها، فَنالَتْ أصابِعُهُ بَلَلًا، فقالَ: “ما هذا يا صاحِبَ الطَّعامِ؟ قالَ: أصابَتْهُ السَّماءُ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: أفَلا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعامِ كَيْ يَراهُ النَّاسُ، مَن غَشَّ فليسَ مِنِّي” وفي رواية: “مَن غَشَّنا فليسَ مِنَّا”.
– ومن المكاسب المحرمة هدايا العمال أو الموظفين التي يتلقونها ممن يتعاملون معهم وهي رشوة في صورة هدية، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل كان عاملًا على الزكاة وقد أُهديت له هدية: “مَا بَالُ العَامِلِ نَبْعَثُهُ فَيَأْتِي يَقُولُ: هَذَا لَكَ وَهَذَا لِي، فَهَلَّا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ، فَيَنْظُرُ أَيُهْدَى لَهُ أَمْ لا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا يَأْتِي بِشَيْءٍ إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَتَيْ إِبْطَيْهِ، أَلا هَلْ بَلَّغْتُ” ثَلاَثًا؛ رواه البخاري ومسلم.
فاحذَر أيها المسلم من كل كسب خبيث، ولا تَغرنَّك الدنيا الفانية، فإنها حطام زائل، وسراب خادع، ولذة عابرة، واعلم أنك إن اتَّقيت الله رزقك من