إن الواجب على مجتمع الطهارة؛ وأمة النقاء؛ أن تقف وقفة رجل واحد لمجابهة هذه الآفة الفتاكة “تعاطي الخبائث”، ابتداء من الأسرة المطالَبَة بالتنشئة الحسنة للأبناء، والمراقبة المستمرة لحركاتهم وسكناتهم، مرورا بالمؤسسات التربوية والتعليمية والإعلامية تحسيسا بخطورتها، وصولا إلى دور المجتمع في المحافظة على نظافة المحيط من كل شائبة من شأنها أن تدمر استقراره، كما لا ننسى المنظومة القانونية التي يجب أن تواكب استفحال هذه الآفة؛ وخصوصا من يروجون لها أفرادا أو جماعات؛ وأن تضرب بيد من حديد، فإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن. ثم ضعوا أيديكم في أيدي بعضكم للحد من انتشار هذه الآفة، وكونوا عونا لإخوانكم الذين ابتلاهم الله عز وجل بها، فانغمسوا في وحلها، ولينوا بأيديهم، واعبروا بهم إلى شاطئ العافية والسلامة، “والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه” و “ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”، ذكروهم بمخاطر تعاطي المحرمات والخبائث على النفس والبدن والعقل والمال والاقتصاد والفرد والمجتمع، ثم رغبوهم في الإقلاع عن كل عادة سيئة، وخلق دنيء، والله من وراء القصد، وهو يهدي سواء السبيل. عباد الله إني داع فأمنوا: اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم إنا نسألك الإصلاح في الولد والعافية في الجسد والأمن في البلد. اللهم وفق أبناءنا وبناتنا في امتحانات شهادة التعليم المتوسط والبكالوريا وفي جميع امتحانات نهاية السنة الدراسية، وسدد إجابتهم، وأنزل السكينة على قلوبهم، واعبر بهم إلى شاطئ الأمان. اللهم انصر إخواننا في أرض الرباط والاستشهاد غزة العزة، وفي كل فلسطين. اللهم سدد رميتهم، وأطعم جائعهم، واستر عاريهم، وأمن خائفهم، وتقبل شهيدهم، وأنزل نصرك المؤزر المبين عليهم عاجلا غير آجل. اللهم اجعل بلدنا هذا آمنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين.
خطبة التحذير من تعاطي التبغ والمخدرات والمهلوسات -الشيخ عماد بن عامر-