أكد الشّيخ محمّد المأمون القاسميّ الحسنيّ، عميد جامع الجزائر، يوم الاثنين 26 ربيع الأوّل 1446هـ، الموافق 30 سبتمبر 2024م، في كلمة بمناسبة افتتاح الطّبعة الـ26 للأسبوع الوطني للقرآن الكريم، بولاية تلمسان، أنّ قضية أخلقة الحياة العامّة كانت الشّغل الشّاغل لنا منذ عقود. وثمّن عميد جامع الجزائر، اختيار موضوع “منهج القرآن في أخلقة الحياة العامّة”، عنوانا للملتقى العلمي المنظّم بالمناسبة، وأضاف الشّيخ محمّد المأمون القاسميّ الحسنيّ، “إنّ المطلوب منّا، هيئات ومؤسّسات، الإسهام بفعالية في أخلقة الحياة الاجتماعية، وتطهير البيئة الإعلامية والثقافية والاجتماعية، من كلّ ما يتنافى مع الأخلاق والقيم الإسلامية.. علينا أن نعمل للكشف عن أسباب الفساد، ومحاربته، بجميع مظاهره، وفي شتى مستوياته. وعلينا كذلك مكافحة الدجل، بشتّى أنواعه؛ ومكافحة الشعوذة الّتي انتشرت في بلادنا؛ وحماية المجتمع من الانحرافات والآفات، ومن الفجور الّذي يلاحقه، بشتّى الألوانّ. وشدّد على أنّ “الباعث على ما أقوله، في هذا السّياق، هو القلق المتزايد من كلّ ما نراه من مظاهر، فيها من المنكرات ما لاسبيل إلى تصوّره أو إحصائه، بسبب انتشار الأسباب الّتي تغري بالفساد، وتيسّر سبل الفواحش والآثام؛ ومنها برامج الترفيه الماجن التي تبثّها بعض القنوات الفضائية؛ وهي في الواقع تروّج الإباحية والانحلال، وتزّين الرذيلة، وتباعد من الفضيلة؛ وهو ما تفعله الصورة المضلّلة والكلمة المضلّلة، التي تَقلب سلّم القيّم، وقال عميد جامع الجزائر “إنّ دعائم المجتمعات المسلمة مهدّدة بالضياع والانهيار، إذا لم يأخذ أولياء الأمور على أيدي العابثين بقيم الأمّة، المفسدين لأخلاقها. فالملاحظ في المجتمعات الإسلامية قلّة المناصحة، والتغاضي عمّا يعيشه المجتمع من قصور وخلل، فإذا لم يبادر العلماء والدعاة بالكشف عمّا في مجتمعاتنا من خلل، ويسعوا إلى إصلاحه، وفق منهج الإسلام، فقد يستغلّه الأعداء لإحداث تغيير اجتماعي، بطريقة لا يرضاها الإسلام.
من الموقع الرسمي لجامع الجزائر