لله أكبر “سبعا”. الله أكبر ما أهلّ هلال العيد يسبّح بحمد الله، وهو الحميد المجيد. الله أكبر ما أشرقت بأنوار الطاعة القلوب والجباه. الله أكبر ما تعطّرت بنشر الذكر المجالس والأفواه. الله أكبر ما توجّه مؤمن إلى مولاه، بقلب مخلص وضمير أوّاه، وكرّر في سرّه ونجواه: الله أكبر. الله أكبر “خمسا”. الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا.سبحان ذي الملك والملكوت. سبحان ذي العزّة والجبروت. سبحان الحيّ الذي لا يموت. سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلاّ الله والله أكبر. الحمد لله الذي جعل خاتمة الطاعة عيدا؛ وفضّل الأمّة المحمّدية على سائر الأمم كرما منه وفضلا وتأييدا. نحمده حمدا خالصا موصولا. ونسأله أن يكون لديه رضيّا مقبولا. ونشكره سبحانه على نعمة التوفيق في كلّ لحظة ويوم، وعلى ما تنزّل من موائد كرمه في شهر الصوم. وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، شهادة من أخلص لله القول والعمل؛ ورزق التوفيق في العبادة، فطرح دواعي التخاذل والكسل. اللهمّ ثبّتنا على كلمة التوحيد دوما. واجزنا عمّا قمنا به من صالح الأعمال، صلاة وذكرا وصدقة وصوما. اللهمّ اجعل الشهادة خاتمة قولنا في الدنيا الفانية؛ وعمدتنا للفوز بالحياة الخالدة الباقية. أمّا بعد؛ فيا أيّها الإخوة المؤمنون؛ أوصيكم ونفسي بتقوى الله عزّ وجلّ. فإنّها العماد، وإنّها نعم الزاد. فاتّقوا الله واشكروه على ما منّ به عليكم من بلوغ شهر رمضان وإكمال صيامه. وادعوه أن يتقبّل منكم ما قدّمتموه من الطاعات والقربات في أيامه. اسألوه أن يتقبّل منكم ما قدّمتم فيه من الصيام والقيام، وادعوه أن يغفر لكم ما حصل منكم فيه من تقصير أو تفريط أو إحجام. لقد كانت أوقاته ميدانا للتنافس في الخيرات، والتزوّد من الباقيات الصالحات. اجتهد فيه عباد لله، جعلوا رضاء ربّهم فوق أهوائهم، وطاعته فوق ميولهم ورغباتهم. اغتنموا موسم الخير فعظُم في الله رجاؤهم، وتعلّقت برحمته وفضله آمالهم. وقصّر أقوام آخرون فأضاعوا أوقاتهم، وخسروا أعمالهم. ماحجبهم إلاّ الإهمال والكسل، وما أقعدهم إلاّ التسويف وطول الأمل؛ فكانوا من رحمة الله محرومين، وعن جنابه مبعدين؛ كما أخبر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أنّ جبريل، عليه السلام، قال له: “ومن أدركه شهر رمضان فلم يغفر له، فمات، فدخل النّار، فأبعده الله. قل آمين. فقلت آمين”.
الجزء الأول- من خطبة العيد للشيخ محمد المأمون القاسمي-