أنوار من جامع الجزائر.. الأمة حية بوعيها ووحدتها وتضامنها  -الجزء الثاني-

أنوار من جامع الجزائر.. الأمة حية بوعيها ووحدتها وتضامنها  -الجزء الثاني-

نتذكر هذه المناسبة ونذكر بها حتى نعرف ويعرف غيرنا أن هذه الأمة حية وستظل حيةً بوعيها ووحدتها وتضامنها كما قال عليه الصلاة والسلام:”مَثَلُ المُومِنِينَ فِي تَوَادِّهِم وتَرَاحُمِهِمْ وتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الجَسَدِ الوَاحِدِ إذا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى”،وأنّ هذه الأمة ليست جبانةً، فتاريخها المشرق يشهد أنها أمة لا ترضى الضيم ولا الهوان ؛ قد تمرّ بها فترات ضعف، لكن إذا هبت ريح الإيمان فلن تقف أمام عزم رجالها الجبال الرواسي، ولسوف يأتي الله بأولئك القوم الذين يحبهم ويحبونه؛سيخرج ذلك الجيل الفريد كما خرج جيل نوفمبر من الكتاتيب والمساجد والزوايا والمدارس القرآنية والكشافة الإسلامية، إن  النصر يحتاج الى إعداد النفس القوية بإيمانها؛ العزيزة بإسلامها قال تعالى:”وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ” ثم ما تيسر من أسباب القوة المادية قال تعالى:”وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ” ونحن نتعلم من هذه الأحداث أنّ أمتَنا أمةُ القوة، وأفضل القوة؛ قوة الإيمان والعزيمة؛ قال تعالى ” فَمَا وَهَنُواْ لِمَآ أَصَابَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا ٱسۡتَكَانُواْۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلصَّٰبِرِينَ ” علَّمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أن نكون أقوياء؛ يقول عليه الصلاة والسلام: “المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأَحبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤمنِ الضعيفِ، وفي كل خير”، إخوة الإيمان: نقف اليوم على أعتاب هذه الذكرى المؤلمة وقد قدّم الفلسطينيون قوافل من الشهداء ولا يزال حمام الدم يتفجر في كل يوم في أرض فلسطين بآلة القتل الهمجية الغاشمة التي لا ترقب في أهلنا ذمّة ولا دينا ولا شريعة سماوية ولا أرضية؛ بأموال الدول المستكبرة وتغطية إعلامية مضلِّلةٍ.. وبفضل طوفان الأقصى وصمود الشعب الفلسطيني وأهل غزة خصوصا، وجهود الدولة الجزائرية ودعمها حصلت فلسطينُ على تأييد أغلب دول العالم لتنال العضوية الكاملة في الهيئة الأممية. وهذا مكسب مهم للقضية، وانتصار باهر يزعج الصهاينة وأعوانهم وأولياءهم، وهو مؤشر على تراجع العنجهية والاستكبار الصهيوني والغربي مما سيفضي بإذن الله تعالى إلى نيل الشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس الشريف.

 

الجزء الثاني من خطبة الشيخ محمد مقاتلي