أنوار من جامع الجزائر.. أهمية العمل في الإسلام -الجزء الثالث والأخير-

أنوار من جامع الجزائر.. أهمية العمل في الإسلام -الجزء الثالث والأخير-

إن الله تعالى قد كتب الرفعة والتمكين لمن أخذ بأسبابهما، فهي قوانين كونية لا تحابي أحدا، وقد أشار شيخ الأزهر الأسبق العلامة محمد الخضر حسين الجزائري-رحمه الله- إلى أهم دعائم رفعة الأمة وقيامها، فقال رحمه الله كما في رسائل الإصلاح-5/331-:  “يعمل المصلحون على أن تكون شؤون أممهم الاجتماعيةُ في نظام وصفاء، ولا تستقيم هذه الشؤون وتخلص من كل كدر، إلا حيث تكون الأمة قد استوفت وسائل القوة والمنعة، وهي: الارتواء من مناهل العرفان، والرسوخ في مكارم الأخلاق، والاعتصام بحبل الائتلاف والاتحاد، وتوفير الأيدي على العمل لكسب الأرزاق، وهذه الوسائل الأربع إنما تعود على النفس بطمأنينة، وتذيقها طعم حياة لذيذة متى سبقها إيمان يضرب بأشعته في كل سبيل. فتفاضل الأمم في مراقي العزة والقوة، يجري على قدر تفاوتها في الإيمان والعلم وكرم السجايا ومتانة الاتحاد، والسعي لاكتساب الطيب من الرزق” . إن صروح العلم من مدارس ومساجد ومعاهد وجامعات-ومن ضمنها جامع الجزائر بجميع مرافقه ومؤسساته- مطالبة بتوجيه الأمة الوجهة الصحيحة، وقيادتها بحكمة ومسؤولية عن طريق استثمار العلم في مختلف مجالات البناء والإعمار والتشييد، بأن تبتكر لنا وتبدع ما ينهض بالأمة من أفكار نيرة، وحلول لمشكلات عويصة، واستشرافات لما بعد نفاد ثرواتنا الباطنية المحدودة، كالاستثمار في الطاقات المتجددة. فالزموا رحمكم الله دعائم الرقي والحضارة، وتحققوا بها في مسيرة البناء والتشييد: اجعلوا من العلم النافع نبراسا وهداية، وتَحَلّوا بمكارم الأخلاق، واعتصموا بحبل الاتحاد والائتلاف، وتوِّجُوا كلَّ ذلك بالعمل الصالح والكسب الحلال، وأتقنوا كل عمل تقومون به، “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”. الطبراني.

 

الجزء الثالث والأخير من خطبة للأستاذ الدكتور عماد بن عامر