أنوار رمضانية… فليتحرَّها في السبعِ الأواخر

أنوار رمضانية… فليتحرَّها في السبعِ الأواخر

 

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجالًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أُروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان منكم متحرِّيها، فليتحرَّها في السبع الأواخر”.  قال الله تعالى ” إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ “القدر: 1 – 5. قال ابن كثير: يخبر الله تعالى أنه أنزل القرآن ليلة القدر، وهي الليلة المباركة التي قال الله عز وجل” إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ “الدخان: 3، وهي ليلة القدر، وهي من شهر رمضان؛ كما قال تعالى” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ “البقرة: 185. قال ابن عباس وغيره: أنزل الله القرآن جملةً واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلًا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله.

وقال البغوي: سُميت ليلة القدر؛ لأنها ليلة تقدير الأمور والأحكام، يقدِّر الله فيها أمر السَّنة في عباده وبلاده إلى السنة المقبلة؛ كقوله تعالى” فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ “الدخان: 4، قيل للحسين بن الفضل: أليس قد قدَّر الله المقادير قبلَ أن يخلق السماوات والأرض؟ قال: بلى، قيل: فما معنى ليلة القدر؟ قال: سوق المقادير إلى المواقيت، وتنفيذ القضاء المقدر، وقال الأزهري: “ليلة القدر”؛ أي: ليلة العظمة والشرف من قول الناس: لفلان عند الأمير قدرٌ؛ أي: جاه ومنزلة، ويقال: قدرت فلانًا؛ أي: عظَّمته؛ قال الله تعالى” وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ” الأنعام: 91 الزمر: 67؛ أي: ما عظَّموه حقَّ تعظيمه. وقيل: لأن العمل الصالح ليلة يكون فيها ذا قدر عند الله لكونه مقبولًا. أما قوله: وما أدراك ما ليلة القدر؛ أي: ما أعلَمك. قال البخاري: قال ابن عيينة: ما كان في القرآن ” ما أدراك ” فقد أعلمه، وما قال: ” وما يدريك ” فإنه لم يعلمه.