أنوار رمضانية.. رمضان والانتصار على سوء الخلق

أنوار رمضانية.. رمضان والانتصار على سوء الخلق

 

رمضان مدرسة الأخلاق الفاضلة كذلك، فيه يتعلَّم الصَّائم ويتدرب، ويُمارس كلَّ أنواع الخلق الحسن، التي رغَّب فيها الإسلام وحثَّ عليها، وقد يَجد بعضَ الممارسات والأفعال من النَّاس؛ لتختبر فيه مدى تَمسُّكه بحسن الخلق، سواء مع جيرانه أم أهل بيته، أم زملائه في العمل أم مُعامليه في الأسواق؛ لذلك كان الحديث: “الصيام جُنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب – وفي رواية: ولا يجهل – فإنِ امرؤ سابه أو قاتله، فليقل: إنِّي صائم، مرتين” متفق عليه عن أبي هريرة، كدلالة على أنَّ سوء الخلق يمحق بركات الصيام، وأنَّه – أي: الصيام – ما فُرِضَ إلا ليتدرب فيه الصائم عمليًّا على حسن الخلق؛ وذلك لما له من عاقبة حميدة، تقرِّبه من مجلس رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يومَ القيامة، وهو والله العزُّ والشرف.

كما أنه يثقل ميزانه عند الحساب وهو عين النَّجاة؛ كما جاء في الحديث: “إن أقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحسنكم أخلاقًا” رواه أحمد والترمذي وابن حبان. وقال أيضًا: “ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يومَ القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيء” رواه الترمذي. لذلك؛ فإنَّ الانتصارَ على السيئ من الأخلاق، وعلى العادات السيئة كذلك التي يكون العبدُ قد اعتادها قبل رمضان – من الغايات العُظمى التي ينبغي أنْ يَجعلها المؤمن على سلَّم أولوياته في هذا الشهر.